لقد أصبح الناس جميعا مفتين ، والفقه هو التخصص العلمي الوحيد الذي أصبح مشاعا ولامالك له ولاوريث .
الكل يهرف بما لايعرف ، ويتطوع بالفتيا حتى ولو لم يسأل ، وإذا سئل تحول إلى المفتي العليم بكل شيء ، فأصبح الفقه هوالتخصص الوحيد الذي صمت فيه المتخصصون الحقيقيون غالبا ….
نعم ، صمتوا حتى لايتهموا بالمروق عن الدين .
لماذا ؟ لأن الجهل قد ساد وأصبح الفقه الحقيقي المؤسس على المنهجية العلمية غريبا ، واذا سمعه الناس استغربوه واتهموا صاحبه .
هاهنا يجد الفقيه الحقيقي نفسه أمام خيارين ، كلاهما مر …
إما أن يرضي العامة والسوقة ويسير مع التيار ، فيتصدر ويملأ الشاشات والمواقع المختلفة بالفتاوى الغريبة العجيبة التي نسمعها ،
وإما أن يسكت مؤثرا السلامة لدينه ونفسه .
نعم ، يؤثر السلامة ويكفيه السلامة من الخوض في معارك جدلية مع الجهال ، فالجهل والجدل دائما صنوان .
وكما يقول الإمام الشافعي " ماجادلت عالما إلا غلبته ، ولاجاهلا إلا غلبني "
نعم ، هذه حقيقة ، لأن العالم يذعن للحقيقة العلمية ويطرق لها رأسه ، فيتغلب عليه الأعلم منه ، صاحب الحجة الأقوى ، والمنطق الأعلى .
أما المجادل الجاهل فكثيرا ماتأخذه نشوة الغرور فيظن نفسه قد انتصر على العالم الصامت هذا ، وماعلم أن صمت العالم إنما يكون دائما عن ترفع عن السفسطة الفارغة ، ولأنه غالبا لايمكنه السير في هذه الأوحال ، أوحال النفس المزهوة بجهلها .
وهذا هو حال أغلب الفقهاء القابعين في بيوتهم ، عشاق الزويا
وكم في الزوايا من خبايا!!!





































