هُن لسن سمينات أو قبيحات، لماذا جئن إلى عيادة طبيب نفسي؟!
حتى هنا أجدني أقبح من بالمكان:)
المريضة رقم مائة وسبعة مدام عفاف حان دورك
تقصدين آنسة..
وأنا لستُ مريضة
افندم؟
أبداً لاشئ، حاضر سأدخل
أهلا ياعفاف قولي لي لو أن لك أمنية تحقق عياناً الآن
وأستطيع أن أفعلها ماذا ستتمنين
ستفعلها؟
نعم.
حقيقة أتمنى لو أتجرد مني، وأعفي جسدي من ثقل كيلوجراماتي الزائدة
وعمري السندريلي المحبوس في جسد السيدة العجوز
أن يوهب لي أملاً من رحم حياتي العقيمة
لاأعرف أن أمضي قدماً وانا أعاين شذوذي في أعين المحيطين
أتمنى فقط لو تجعلني أكثر جمالاً أو أقل شعوراً بالخزي من نفسي.
سئمت شروطهم، أنتِ مثالية طيبة مؤهلة لكنك فقط فقط لستِ وسيمة.
أنت جيدة جداً لكن لو تخسرين عشرين كيلو جراماً من الصدر والأرداف.
إيه الكوره اللي طالعهلها رأس دي.. سُمم بدني وكرهت صورتي قدرما توقفت عن رؤيتها
لاأحد يقترب مني أأستحق ذلك!
لايهم حقق لي أمنيتي كما قُلت.
آسف ياعفاف لن أفعل..
لن أحقق لكي شيئاً، لكن لاتحزني سأسألك سؤالاً فقط
لن تحقق لي وستسألني؟!
جاوبي فقط وأعدك بعد أن تجيبي ستكونين أفضل
أتعدني؟
نعم أعدك
تمام تفضل
حسناً، هل تحبين عفاف؟
عفاف من تقصد
عفاف أنتي!،
أنا! لا أعلم حقيقةً، لكني أخجل منها وأخاف أن أقف أمام المرآة حتى لا أُفجع بملامحها التي تكبر سنها بعشرات الأعوام وأكره ندوبها وكيلواتها الزائدة.
هل يعني ذلك أني أكرهها؟
ربما نعم ياعفاف وربما لا.
سؤال أخر
هل أخبرك أحدا يوماً أنكِ جميلة، جميلة جداً وحسناء، شكلاً أقصد؟
لم يفعل أحد أبدأ، حتى امي عندما تحزن مني تنعتني بالسمينة، وأخي أحيانا.
وصديقتي كلما أشرت لها على فستان أخبرتني أنه سيكن أكثر من بشعاً على جسدي الغير ممشوق.
وحتى بائع البقالة اخبرني أنني لن أتزوج لأن الجميلات فقط يتزوجون.
كنت تحبين عفاف حينما كانت طفلة؟
أتتذكرين شيئاً من طفولتك؟
نعم أتذكر الكثير، أمي تقل لي أنني الوحيدة بين اخوتي التي تتذكر، طفولتها
كنت احب عفاف كثيراً لاأرى فيها ثمة عيب ربما لأنني لم أكن أعرف ماذا تعني العيوب
كنت احب الروضة وأصدقائي وأخي لأنه كان يشاركني روضتي.
كنا نمرح كثيراً كنت أُقبل على الدُنيا بصدرٍ يسع السموات وبأجنحة كل الطيور أُرَفرف في فضاء أحلامي.
لم أكن أخاف الناس، لأن لم يكن أحدا ليسخر مني.
لكن ليست كل طفولتي، كلما زاد عمري كلما تدرجت ملامحي وازدادتُ بشاعة وسمنة على حد قولهم.
لكني كلما انفردت بعفاف أحببتها بجموح وحققت لها مااستطعت من رغبات، هي تستحق ذلك.
لماذا تستحق؟
قرأت قولاً أنه علينا أن نحَب بلاشروط نُحَب لكوننا نحن،
لا لأننا جميلون أولاننا نحمل الشهادة الفلانية
وأنا أحاول، علاوة على ذلك أني لم أؤذي أحداً قصداً وإن فعلت عنوة حاولت الإصلاح
لم أكذب قط ولم أزيف شعوراً بداخلي، عفاف حقيقية أقسم لك، فالما لاأحبها!
إذن أنت تحبينها، أنتِ تحبين عفاف. هذا هو ماأود سماعه.
عفاف إنكِ تفشلين في محاولات تحسينك لأنكِ تفعلينها لأجلهم، لا لأجلك.
وإذا زال السبب زال المسبب.
أنت فقط حاملة لرسائل عديدة، لكنك لستِ صاحبة تلك الرسائل.
ورسائلهم تفترس عقيدتي في تقبل نفسي،
انني كلما شعرت أن على الأرض حباً يكافئ حبي كلما فوجئت بما دونه.
أشعر أنه عليًَ دائماً أن أُحب أكثر حتى أُحًَب أن أفعل شيئاً كبيراً حتى أُقبَل.
وفي قرارة نفسي أثق أنني أستحق فالما لا أنال مستحقي!
سمعت منكِ ماأردت سماعه،
اننا جميعا على الأرض نستحق عيشاً هنيئاً وقبولاً دون فعل وحبٍ غير مشروط.
لكن الناس طبعت على عكس ذلك واحياناً لايمكنك أن تلومينهم.
وماجُبلوا عليه يورثونه لنا من خلال رسائلهم النفسية التي تطلقها نظراتهم، أو الفعلية التي تخلقها أقوالهم وأفعالهم.
حبك لذاتك وقبول نفسك عقيدة وموروثاتهم ورسائلهم هم الذين يدمرون تلك العقيدة افعلي كما يفعل مع من يهدد عقيدتك لاتلتفتي واستمري بتقديس معتقدك.
جسدك جزء منك ملامحك هي أنت لايمكن أن تتخلي عنها أو توارينها لأن أحداً لم يعجبه إياها.
إن أردتِ التغيير ، وبقرارة نفسك أن ذلك سيُرضيكي أنتِ افعليه.
وإن كان لهدف آخر مثل أن تنالي قدراً إضافياً من الحُب والقبول فلا!