لم أعد أحاول أن أنتصر على الدنيا، من الآبلهِ الذي يظن أنه يمكنه الإنتصار عليها
أحاول فقط أن أكون انسانة بكل ماتحمله الكلمة من معانٍ.
لينة، هادئة، مطمئنة تسيرُ في الدنيا براحةٍ مطلقة كان الوضع مريحًا أو لا.
دون أن تُثقَل بالمفترض والواجب والمطلوب؛ دون أن تفقد ايمانها بكل ماآمنت حين الصغر.
أن لاتنسى أنها جميلة هكذا بدون مفرداتٍ كبيرة اضافية، جميلة لانها هي من غير تزيين أو عبارات مغرية للتعريف عنها.
فتاة تحاول طوال أيامها التعِسة ألا تكفر بالحب، وقدرته السحرية على علاج ندبات السنون وعلاماتها مهما بدا لها انه قليلُ وربما قارب الإنقراض.
امرآة نضِجة لاتفكر في الإنتحار كحلٍ لحظي لمعضلة الوجود في موقف عبِث وحيدةً من غير علامة أو يد تخبرها إلى أين المفر.
وليس ذلك اقتداءً بعباءتها الدينية؛ لأنها تعي أن الله أرحم من ألا يغفر لها هروبها في موقف أكثر هولاً من أن تدركه نفسها الضعيفة. انما لأن هناك أحبة حين تدير لهم ظهرها سيبكون ويلتفتون إن غابت، وإن كان لابد من الموت فليأت غفلة دون أن تأت به على عجل.
تود لو تقضي في حضرتهم حياة أكبر مادام لامفر من الفراق.
طفلة لاتخجل كونها أحبت اللعبة التي قضي حتفها منذ خمسة عشر عامًا ولازالت تتمنى ان تجد لها شبيهةً، بهذه البساطة.
لابأس إن فارَقت أحدًا، لابأس إن تركها أحدًا وترحب بالهزائم كفرصة ثانية لانتصارات صغيرة، لاتحمل في نصها معانٍ مدهشة كانتصرت على نفسي والدنيا وأخصامي.
لاأحد يود انتصارات كهذه لتتوج هزائمهم، أنا من أنصار الإنتصارات التي أستشعر فيها نعم الله على أرضِه.
هزيمتي تتوج إن داعبت وجهي نسمة هواء غريبة في حر أغسطس، أو زهرة سقطت فوق رأسي من شجرة استظللت بها،
أو كوب شاي بنعناع طازج حين الغروب.
أو نصًا قرأته وشعرت أنني المخاطبة.
أن أحياها ربي هكذا حتى يكتب لي لقاءك، ليس في جعبتي انتصارات عظيمة، وان كان لابد من الهزائم فلتبعث في نفسي القوة التي معها أستجب لعظم الموقف فأهدأ وأعي أنها فانية، وليس لي فيها غيرَ مما لعابر يود الكفاف فترة عبوره لاأكثر.
من مذكراتي
١٢نوفمبر ٢٠٢٢مـ
_ياره السيد