في الطرق الخافتة، في الأماكن التي لايقع عليها ناظراً في العمل، ستجده يعمل بصمت شديد، يتحرك بخطواتٍ سريعة في الذهاب والإياب على حدٍ سواء، لامُنتظِر ولامنتظَر
ينجز عمله يفعل واجبه يزور من عليه زيارته ويعد حيث يأمن نفسه حيث تستقر رأسه ولايشعر تهديداً، امرؤ من كثرة ماعاين خيبات لايهمه إن قضى عمره وحيداً هائماً رحالاً في أرض الله لايستوطن حتى يأمن.
المجد لأولئك الوحيدين بالرغبة، محبين البيوت ورائحة الموقد الممتنعين من الجموع التي لاتستهويهم، لك ولمن هم على شاكلتك.
أعلم أن ليس بك موضع يعرف رأساً من قدم،
ليست بك فكرة تعرف مستقراً
لكنك وبالرغم ترفض الرفقة وأنت مازلت لاتعرف جهتك.
في الطريق يكمن الشئ وضده أحلامٍ ضائعات رغبات مكبوتة وأُخر تكاد تنفجر
أبواب منغلقة وأخر تفتح على مصاريعها
رجاءات تنفَلت وغيرها تختلق من رحمِ اليأس.
ولتساير الطريق لزاما عليك أن تدرك الأمر سريعاً تتعثر وتركض تهترئ وترمم وأن تمتلك من الشجاعة مايُعينك على خوضِ السبيل، شجاعة الوقوف حين التعب، شجاعة العودة وقت وجوبها وشجاعة الإقدام على الفُرص وأن تتقن فن المجازفة..
أن تُصنع على عين نفسك ولاتجعل مداد خطاك في عقل أحدٍ غيرك ولانعيم روحك بقبضة امرئ.
إنما الحياة الدنيا عين الخداع لايأمن لها أحداً إلا وطعنته في أم رأسه لامن خلفه.