قدِرت حين غلبت قلبك وخالفت هواهُ.
حين أفجعت نفسِك في عين سكينتها المؤقتة يومَ هممت بالفرار.
قدرت لأول مرةٍ أخترت فيها طريقة عقلك وأعطيتهُ حق ولاية أمرك ونكست رأس فؤادك. قدرت تلك القدرة التي تستشعر معها بعض الوخزات، والحنين للعودة إلى أشياء في وجودها المرهق ثمة سعادة كاذبة وأحلام ضبابية؛ وإنه لأمر حزين أن تنتصر أمام من أردت أن يهزمك بخاطرك وأبدًا لن ترد له الخزية بأختها، لكنك فعلت وأخزيتَه وأخزيتَ قلبك العالِق في مآزق قربهم المطعم بالبعد كل لحظة.
إن شِئت سمهِ انتصاراً حزينًا أو شئت سمها هزيمة مضنية، لكنك لن تستطع انكار كون حصول ماحصل أيقظ أمن النائمين دواخلك وأضاف لعينيك أعيُن وسلَّح قلبك بالإحتراز والحرص، على ألا يسكنه أي عابرتعِب من سيره الطويل وأوهمك أن محطتك بالنسبة له وصولاً وماهي إلا موضع إراحة مؤقتة إن استعاد عافيته أدار ظهره وتولى!