شربتُ فنجانين قهوة صباحًا، لذلك قررت أن أكتفي لليوم.
وقبل أن يسبقني صاحب المقهى بإحضار قهوتي كعادته بدلت طلبي المعتاد بكوب شاي بالنعناع، شعرت أنه يتفحصني وعلى لسانه تساؤلات كثيرة تخنقه لكنه فضل حفظ الحدود
منذ ثلاث سنوات وأنا أتردد على المكان لتناول قهوتي التركي السادة في اليوم أكثر، من مرة _رغم تواجد تحويجة البن الخاصة بي في بيتي_ لكنني خلفت العادة
للحقيقة أحاول التخلي عن ادماناتي للأشياء، كوبين أفضل من سبعة كمحاولة مبدأية للتعافي.
أحضر لي فنجانًا زجاجيًا شفافًا تظهر بداخله أعواد النعناع طافية وأخرى تغوص في أعماق الكوب
يشبه تمامًا الذي تعده أمي، مذاقه، توقيته..
أشياء أشعلت في الرغبة للعودة الآن
دون سبب ودون ميعاد للرجوع
سأشرب شايها وألتف حولها، وأتكور بنفسي داخل أحضانها وأقول لها، إن هربي ليس له علاقة بالمحل
هربي وسيلة وليس غاية، سأعود يومًا بنية عدم الهرب مجددًا أعدك..
اعترف ان ارتباطي بها عميقًا، عميقًا جدًا وأصدق شئ في وجودي كله هو حبي لها
أقلل الكافيين لأنها تنصح بذلك، أنتقي علاقاتي لأنها تخاف على قلبي أكثر مني، أتقي الله لأن يجمعنا في مكان طيب واحد
وأحتفظ بمبادئي مااستطعت لأنها صاحبة مبدأ، وجميلة وجميلة جدًا وعظيمة وخائفة، وخوفها يخيفني أحيانًا
تقول لي أنني لست بحاجة لإثبات أي شئ لأي أحد
واصدقها لكن لايمكنني نزع رغبتي في حصولي على شئ، شئ ما يرد لها ماأخذته السنون لو لم أكن طرفًا فيه
والحياة التي لاأحبها تكرم لأجل عينها.