مريم شابة طموحة تعمل في شركة كبيرة. في كل مرة يطلب منها مديرها مهمة إضافية، توافق فورًا، حتى لو كان الوقت لا يسمح. عندما تتصل صديقتها فجأة وتطلب لقاءً سريعًا، تترك عملها وتلبي الدعوة. وحتى في بيتها، إذا طلب أحد أفراد العائلة شيئًا، تُسارع لتقديمه، رغم أنها بالكاد تجد وقتًا لنفسها.
مع مرور الوقت، بدأت مريم تشعر بالتعب المستمر، تفقد شغفها بعملها، وتجد نفسها مرهقة جسديًا ونفسيًا. هنا أدركت الحقيقة التي تجاهلتها طويلًا: أن وضع الحدود ليس أنانية، بل ضرورة لحماية طاقتها.
لماذا تحتاج إلى حدود؟
طاقتنا مثل بطارية الهاتف؛ لا يمكن أن تبقى مشحونة إلى الأبد. إذا استهلكناها في كل اتجاه دون وعي، سنصل سريعًا إلى مرحلة "نفاد الشحن". الحدود تساعدنا على استثمار طاقتنا في ما يضيف لحياتنا قيمة حقيقية.
الحدود ليست قسوة
حين تقول "لا"، فأنت لا ترفض الشخص، بل ترفض ما يستنزفك في تلك اللحظة. هذا الفارق البسيط يُغيّر نظرتك للأمور. من يحبك ويحترمك سيفهم أن احترام حدودك ليس قسوة، بل أساس علاقة متوازنة.
كيف تعرف أنك بحاجة إلى إعادة ضبط حدودك؟
عندما تقوم بأمور فقط حتى لا تزعج الآخرين.
عندما تشعر أنك مُستنزف أكثر مما أنت مُنجز.
عندما يصبح وقتك ملكًا للآخرين أكثر مما هو ملكك.
خطوات عملية لوضع حدود صحية:
تعلّم قول "لا" بهدوء: كلمة بسيطة مثل "لن أستطيع الآن" تكفي.
استمع لمؤشرات جسدك ونفسك: التوتر والضغط رسائل واضحة أنك تحتاج وقفة.
ضع أولوياتك أمامك دائمًا: وقتك أثمن من أن يُهدر فيما لا يخدمك.
في اللحظة التي تبدأ فيها قول "لا" لما يستنزفك، ستكتشف أنك تقول "نعم" لحياتك، لسلامك الداخلي، ولنسخة أكثر إشراقًا منك.
تذكر دائمًا: حدودك ليست أنانية، بل إنقاذ لذاتك.





































