الليلُ يهبطُ برفقٍ على كتف المدينة،
والنجومُ تسترقُ خطواتٍ تعرف طريقها.
في يديك ضوءٌ لا يعترف بزوالٍ،
وفي عينيك سرٌّ يعيد ترتيب الفجر
كما يشتهي القلبُ بدايته الأولى.
نمشي،
فتتلعّم الطرقُ نبضها من وقعنا،
ويتوقّف الزمنُ قليلًا
كمن يفتح نافذةً على ما لا يُقال.
هناك، في الهوامش الهادئة،
يبزغُ معنى لا يُرى،
ليس وعدًا ولا لفظًا،
بل وهجٌ لا يمسكه إلا
من يجرؤ على السكون.
وفي حضورك،
أسمع نهراً خفيفًا ينحدر بلا صوت،
يلقّنني أن للحياة طبقاتٍ
لا تكشفها اللغة،
وأن الهدوء مساحةٌ
تُعاد فيها هندسةُ القلوب.
أمسك يدك،
فلا ينسحب الضوء،
ويبدو الليلُ أكثر طيبة،
كأن ابتسامتنا
تفسّر له معنى البقاء.
وعند حافة الفجر،
حين يتفتح الضوءُ مثل غصنٍ مبتلّ،
تقول لنا السماء بلا كلام:
إن الحبَّ حين يولد من عمق السكون،
يصنعُ عالمه الخاص
بعطرٍ لا يقدر الغياب على إطفائه.





































