ليس على الإنسان أن يظلّ في قمّة صلابته كل يوم. الضعف ليس خطيئة، بل لحظة بشرية خالصة تُذكّرنا بأننا نمتلك قلبًا ينبض وروحًا تتأثر. المرور بلحظات الانكسار، أو التعب، أو التشتت، ليس عيبًا ولا تقصيرًا، بل جزء من الرحلة التي نصنع منها أنفسنا.
وكما لا يمكن للقلب أن يخفق بالقوة نفسها في كل لحظة، لا يمكن للعقل أن يظلّ ملتهبًا بالطموح طوال الوقت. ليس عليك أيضًا أن تكون ناجحًا دائمًا. اسمح لنفسك أن تمرّ بفترات الفشل، أو تلك الأيام التي تفقد فيها الرغبة في الإنجاز أو السعي نحو أي هدف. لا تُجلد ذاتك، ولا تُحاصرها بمعايير قاسية تفوق طاقتها.
أحيانًا يكون كل ما تحتاجه هو هدنة… فترة صمت داخلي، تستعيد فيها أنفاسك وطاقتك التي استهلكتها خطوات كثيرة. الراحة ليست تراجعًا، بل استعادة توازن، وحق أصيل للنفس التي تحملك كل يوم دون أن تشتكي.
إن لنفسك عليك حق، فلا تحرمها من لحظة السكون التي تعيد فيها ترتيب فوضاك.
من الطبيعي أن تمرّ بفترة لا ترغب فيها أن تكون "شيئًا"، ولا تريد فيها تحقيق نجاح أكبر من راحة بالك. تلك الفترات ليست فراغًا، بل مساحة شفاء خفية لا يشعر بها سوى مَن يصغي إلى روحه.
تذكّر أنك حين قررت أن تنهض، نجحت. وحين اخترت أن تعافر، استطعت. وستستطيع من جديد حين تعود قوتك إليك. لكن قبل ذلك، عِش ضعفك، واسمح لطاقتك أن تنقص، واستقبل هدوءك بلا خوف ولا خجل. فمن يعرف كيف يتقبّل ضعفَه، يعرف كيف يعود أقوى من البداية.






































