حين نسمع كلمة "لغة"، غالبًا ما نفكر في الكلمات المنطوقة والحروف المكتوبة. لكن هناك لغة أخرى، صامتة في ظاهرها، مليئة بالحياة في جوهرها.. لغة الإشارة.
في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام، يحتفل العالم بـ اليوم العالمي للغة الإشارة. يوم ليس فقط لتذكيرنا بوجود ملايين الصم وضعاف السمع حول العالم، بل لتأكيد أن لهم لغة كاملة، ثرية، قادرة على نقل المشاعر والأفكار بعمق يفوق أحيانًا الكلام المسموع.
لغة الإشارة ليست مجرد إشارات باليد، بل هي جسر إنساني يفتح أبواب التواصل ويكسر عزلة الصمت. هي لغة القلوب، حيث لا تقتصر على من يحتاجها للتعبير عن نفسه، بل هي أيضًا فرصة لنا جميعًا لنكتشف أن التواصل أوسع بكثير من حدود الأصوات.
هذا اليوم العالمي يفتح أمامنا سؤالًا مهمًا: كم مرة حاولنا أن نتعلم بضع إشارات بسيطة لنقول لشخص أصم: "أنا أراك.. وأفهمك"؟ مجرد محاولة صغيرة قد تغيّر حياة إنسان، وتُشعره بأنه ليس على الهامش.
إن الاحتفاء بلغة الإشارة ليس شأنًا خاصًا بذوي الإعاقة السمعية فقط، بل هو قضية مجتمع كامل. فالمجتمع الذي يحتضن جميع أفراده هو مجتمع أقوى وأكثر إنسانية. واليوم العالمي للغة الإشارة يذكّرنا بأن الحق في التواصل هو حق إنساني أصيل، لا يقل أهمية عن الحق في التعليم أو العمل أو الصحة.
في النهاية، قد تكون الكلمات المسموعة وسيلة للتعبير، لكن لغة الإشارة تُعلّمنا أن التواصل الحقيقي يبدأ من القلب، وأن الصمت أحيانًا أقدر على الكلام من أي صوت