العشم شعور جميل ما دام في مكانه، لكنه مؤلم حين نمنحه لمن لا يدرك قيمته.
ننتظر من البعض كلمة، أو موقفًا، أو حتى لمحة اهتمام، فإذا بالخذلان يأتي في اللحظة التي كنا نظن فيها أن الدعم مؤكد.
ذلك الشعور يُوجع القلب، ليس لأننا خُذلنا فحسب، بل لأننا صدّقنا أن هناك من يشبهنا في النقاء.
لكن ربما الحل لا يكون في إلغاء التوقعات، بل في تهذيبها.
أن نُحسن من دون انتظار، وأن نحب من دون شروط، وأن نتعلم أن لكل إنسان طريقته في التعبير، فلا نُحاسب الناس بمعاييرنا الخاصة.
كل مرة نتألم فيها من العشم الزائد، نتعلّم درسًا صغيرًا في النضج.
أن نُخفّض سقف التوقع، لا لأننا فقدنا الأمل، بل لأننا نُريد أن نحمي ما تبقّى من سلامنا الداخلي.
العشم لا يقتل، لكن الصدمة تفعل.
فلنُعطِ بقدر ما نستطيع، ونترك المقابل للحياة... فهي وحدها تعرف كيف ترد الجميل.





































