زوجتي صامت بدون إذني

في صباح أول يوم من شهر ذي الحجة أحضرت زوجتي الإفطار ووضعته أمامي ولكنها لم تشاركني الطعام فقلت لها أنت مش بتاكلي ليه؟ فقالت لا كل أنت علشان أنا صايمه النهاردة فبعد ما أنهيت الطعام وأنا ألبس ملابسي للنزول للعمل قلت لها ممازحا وهي خريجة كلية الشريعة أنت إزاي تصومي من غير ما تستأذينيني مش صيام النوافل لازم فيه إذن الزوج ؟فقالت بهدوء مرضتش أقولك إني هصوم علشان متصومش أنت كمان علشان أنت هتنزل الشغل والجو حر أما أنا فقعده في البيت ! فهل عدم استئذان زوجتي يقدح في صيامها ؟الحقيقة إن صيامها صحيح وإذن الزوج أو عدم إذنه لا يقدح في صحة الصيام سواء أذن الزوج أم لم يأذن نعم تأثم الزوجة إذا تعمدت صيام النوافل من أجل الإضرار بالزوج كما أن الزوج يأثم إذا أكثر من صيام النوافل وأدى ذلك إلى الإضرار بالزوجة ولدينا في السنة المطهرة قصة السيدة أم الدرداء التي رآها سيدنا سلمان الفارسي في ثياب وهيئة مبتذلة فسألها عن سبب إهمالها في نفسها فقالت له إن صاحبك تقصد زوجها ليس له حاجة في النساء فهو يكثر من صيام النوافل ومن قيام الليل فأجبر سيدنا سلمان أبا الدرداء على الإفطار وقال له " إن لزوجك عليك حقا " وعندما شكى أبو الدرداء سلمان لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال " صدق سلمان " وعندما نقرأ الأحاديث التي تنهى المرأة عن الصيام بدون إذن زوجها أو الأحاديث التي تطلب من الزوجة مطاوعة زوجها في رغبته الجنسية حتى لو كانت تطبخ أو تخبز فلابد أن نقرأ هذه الأحايث ونحن لدينا تصور بحقيقة ذلك العصر فقد جاء الإسلام والمجتمع إباحيا الزنا فيه أسهل من شرب الماء وقد أسلم رجال هذا المجتمع ومنهم من أدمن الزنا وهو ضعيف أمام شهوته ورغبته ومنهم من كان له خليلات ورفقيات قبل إسلامه ومنهم من كان يتردد على صاحبات الرايات الحمر ولكنهم تركوا كل ذلك عندما اعتنقوا الإسلام والسنة المطهرة أيضا تنقل لنا أن أحد الصحابة قابل امرأة كان على علاقة بها في الجاهلية فذكرته بما كان بينهما فقبلها وتعانقا وكاد يقع معها في الزنا ثم ندم على ذلك وذهب لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليطهره من هذا الذنب فأخبره النبي صلى الله عليه واله وسلم أن صلاته كفرت عنه هذا الذنب ومؤكد أن هذا الصحابي الجليل وغيره الكثير حصل معهم مثل هذا وأكثر ومؤكد أن الرجل إذا تحركت غريزته وثارت شهوته بالقول أو الفعل يحتاج إلى إفراغ هذه الشهوة لأنه يكون في حالة ضعف إنساني ومن الممكن أن يقع في الزنا من أجل ذلك طلبت الشريعة من المرأة المسلمة في هذا المجتمع الإباحي موافقة الزوج في رغبته !

 أما من يتعنت من الرجال في استخدام الأحكام الفقهية الخاصة بصيام المرأة للنوافل من أجل إخضاع المرأة أو إذلالها 

أو التقليل منها على عكس مراد الشريعة من هذه التشريعات فنقول للمرأة بنفس الشريعة تستطعين الصيام بدون إذن هذا المتعنت والمتغطرس بتحويل الصيام من صيام نافلة إلى صيام نذر فتقولي نذرت لله صيام التسعة أيام من ذي الحجة فهنا أصبح الصيام واجبا ويجب عليك الصيام بدون إذن الزوج أو رضاه ولكن نحن دائماً مع التراحمية ولسنا من دعاة التصادمية !