١- الشريعة تتعامل بواقعية ولا تتعامل بمثالية

٢- الشريعة لا تفاضل دائما بين صالح وأصلح بل تضطر أحيانا للمفاضلة بين فاسد وأفسد

فعندما تجيز الشريعة لهذه الفتاة عدم إخبار من يريد الزواج

 

منها بوقوعها في الزنا وعندما تجيز الشريعة لهذه الفتاة عمل 

 

غشاء بكارة لتستر نفسها ولا ينفضح أمرها ينتفض الرجال 

 

ويصرخون فينا قائلين أنتم بذلك تقولون إن الشريعة تجيز 

 

الكذب والغش والتدليس ! 

 

والحقيقة أن الشريعة لا تجيز كل ذلك بل الشريعة تدعوا إلى 

 

الصدق والوضوح والشفافية ولكن في هذه الحالة الوضوح

 

والشفافية سيضر بهذه الفتاة ضررا شديدا ويعرضها للفتنة

 

وربما يردها للزنا بعد توبتها والعياذ بالله فإن كان الشاب

 

يرى أن عدم إخبار الفتاة له بأمرها يلحق به فسادا ما فإن 

 

الشريعة وافقت ضمنيا على هذا الفساد مضطرة لأن الخيار

 

الآخر سيحدث فسادا أكبر والشريعة دائما تختار أخف 

 

الضررين وأقل المفسدتين! ولكن الرجال بدافع العاطفة

 

والغيرة لا يتقبلون هذا الكلام!

 

فلو أن الفتاة أخبرت من يتقدم لها بوقوعها في الزنا فإن غالب 

 

الظن أنه سوف يرفض الارتباط بها بعد أن تكون الفتاة

 

صرحت له بهذا السر الخطير وهي لاتضمن أنه لا يفشي سرها

 

ويفضح أمرها !

ثم يتقدم لها شخص آخر فتخبره أيضا فيفعل كما فعل الأول !

ويتقدم ثالث ورابع وخامس وعاشر ومئة وألف فيفعلون كما 

 

فعل الآخرون ! 

فينفضح أمر الفتاة وتكون مطمعا لمن يروادها عن نفسها في 

 

الحرام فلا تستقيم لها توبة ولا يكون لها زوج يعفها ويحصنها 

 

من الحرام!

وحتى لو وجد شاب يرضى بحالها لن يتزوجها بعد أن انفضح

 

بين الناس أمرها وشاع بالسوء ذكرها لأنه سوف يتعرض 

 

لسخرية الناس والمجتمع !

وحتى لو وجد من يرضى الزواج بها قبل انفضاح أمرها فإنه 

 

سيكون دائم الشك فيها ولن يهنيه إبليس على حياته وسوف

 

يشككه دوما في زوجته ويحول حياتهما إلى جحيم !

 

لكل ذلك وغير ذلك ممايطول شرحه فإن الشريعة أجازت لتلك

 

الفتاة التائبة النادمة أن تستر نفسها ولا تفضح أمرها لأن 

 

الشريعة تتعامل بواقعية ولا تتعامل بمثالية ولأن الشريعة لا 

 

تفاضل دائما بين الصالح والأصلح بل تضطر أحيانا إلى 

 

المفاضلة بين الفاسد والأفسد !

 

وغشاء البكارة لا قيمة له في الشريعة ولا يدل على عفة الفتاة

 

أو عدم عفتها بل قد يزول بحيضة شديدة أو قفزة ووثبة 

 

قوية أو سقوط من مرتفع أو اغتصاب وحتى زوال 

 

غشاءالبكارة من الزنا لا يزيل عن البنت صفة البكورة 

 

فعندما سيقول وليها في عقد الزواج "زوجتك موكلتي البكر "

 

لأن يكون كذبا أو خلاف الواقع كما يتوهم البعض لأن معنى 

 

البكر أنه لم يسبق لها الزواج ولا يعني عدم وجود غشاء

 

البكارة فهناك من تولد أساسا بدون غشاء البكارة! 

وهذا الرأي لا يشجع على الزنا كما يزعم البعض

 فالزنا كبيرة من الكبائر

وربما يموت الزاني وتموت الزانية في حالة الزنا والعياذ بالله

 

وربما تفضح الزانية ممن زنى بها فتقتل نفسها أو يقتلها أهلها والعياذ بالله

 

فلا تشجيع على الزنا أبدا لان الوقاية خير من العلاج وليس 

 

كل زانية ستكون في مأمن حتى تصل للمرحلة التي نتكلم 

 

عنها!

 

  روى الإمام مالك في الموطأ أن رجلا أتى عمر بن الخطاب 

 

رضي الله عنه فقال : إن ابنة لي كنت وأدتها في الجاهلية 

 

فاستخرجناها قبل أن تموت ، فأدركت معنى الإسلام 

 

فأسلمت ، ثم أصابها حد من حدود الله " وقعت في الزنا" ، 

 

فأخذت الشُّفرة لتذبح نفسها ، وأدركناها وقد قطعت بعض 

 

أوداجها ، فداويتها حتى برأت ، ثم أقبلت بعد توبة حسنة ، 

 

وهي تخطب إلى قوم ، فأخبرهم بالذي كان ؟ فقال عمر رضي 

 

الله عنه : أتعمد إلى ما ستره الله فتبديه ، والله لئن أخبرت 

 

بشأنها أحداً لأجعلنك نكالاً لأهل الأمصار، أنكحها نكاح العفيفة المسلمة