هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • معاول الهدم 
  • بيت أمي
  • فلا أتمسك .. 
  • الفرعنة
  • حديثٌ في الحج والعمرة،، مقال
  • مع رجل ليس من عصرنا
  • قلمي حينما قلب الدنيا وصنع بطلا
  • سحر الصوت
  • الكتائب السلفية الالكترونية
  • صفحة من جهاد معاوية 
  • عالم في وجه وزير
  • أوهام بالحظر
  • يا صاحب الوردة "مينفعش"
  • عفة نفس 
  • أجيبيني .. أيتها الدرة
  • رحيل الأبرياء 
  • حلم اللاقيود
  • عزيزي الخاشع
  • مجرد تبرير للعجز
  • لَمْ نَغَادِر بَعْدُ..
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة زينب حمدي
  5. مسافرات بلا قطار

حول مائدة مربعة ..جلسن يلعبن لعبة (الصراحة ) !
اجتاحت موجة من المرح اجتماعهن وتعالت الضحكات حتى دمعت العيون ..، وبعض الضحك بكاء وهروب لو تعلمون ،،
هن مجموعة من الشابات اللاتي تأخر قطار الزواج عن ميعاده معهن وبدأ العد التنازلي للشباب بوقع رتيب ومصر يسرق ما تبقى من فتيل الصبر وابتسامة الأمل في غد محمل بشيء جميل صغير يسمعن منه كلمة ( أمي )
كلهن نفس الظروف .. نفس العمل .. نفس المستوى الإجتماعي والتعليمي تقريباً ..، نفس القدر من الجمال ..، نفس الأحلام والآلام !
لا يعيبهن أي شيء سوى أن القدر أسقط أسمائهن سهواً من دفتر المتزوجات ليبقين في غربال النساء موصومات إجتماعياً بلقب ( عانس )
قد تبدو التصرفات التي تصدر عنهن للناس غريبة أو مستنكرة بعض الشيء ..، ولكن المجتمع الظالم لا ينصف الضعيف ..، أحكامه الجائرة لم يسلم منها أحداً على كل حال ..،،
على غرار سلسلة (لقطات إنسانية ) .. وعلى خطى الدكتورة الكبيرة " بنت الشاطيء " التي كتبت مجموعة قصص ( صور من حياتهن )
سأقدم سلسلة جديدة أستعرض فيها هذه الشريحة العريضة من فتيات عصرنا .. عساها تساهم قليلاً في تنمية الجانب المنسي من إنسانيتنا ،،

1- الشرهة
مسحت " آمال " دموع الضحك ثم التقطت حقيبتها وأخرجت منها "منيو" لأحد المطاعم السورية التي افتتحت حديثاً في المنطقة ..
- يبدو طعامه شهي أرغب في تجربته .. من يرغب معي ؟؟
تناقلن المنيو وكلاً منهن تحاول اختيار نوع من الشطائر خفيف على المعده والجيب .. يجب أن يتبقى لآخر الشهر ما يكفي المواصلات بعد دفع أقساط الجمعيات والمشتريات التي يشترينها ثم يتم تخزينها ضمن جهاز العروس التي لا زالت من دون عريس !
اختارت كل واحدة منهن نوع من الشطائر بينما اختارت "آمال" وجبة من ( الفتة ) السورية بقطع اللحم المتبل !!
نظرت الفتيات إليها .. إن شراهتها تزداد كل يوم أكثر من اليوم الذي قبله .. ثم أن الوقت لا يزال مبكراً جداً على هذه الوجبة الدسمة إن الساعة لم تتجاوز الثانية عشر ظهراً أي أنها في عداد وجبة إفطار .. هل هناك من يفطر (فتة شاورما ) إلا مختل ؟؟!!
لم يبدو على آمال أنها لاحظت النظرات ..، بل راحت تقرأ بصوت عال مكونات الطبق وتستعرض مهارتها في صناعة ( الفتة ) وتطور الحديث إلى غيرها من المأكولات والحلويات التي تمضي الوقت في تعلمها من قنوات الطهي ثم تطبيقها على أسرتها
وبرغم شراهتها لا تبدو سمينة إلى هذا الحد ..! ..، إنها تصنع من شهوة حلال ما يلهيها عما هو ليس حلال بعد !
تضع كل إحباطاتها وأحلامها التي أوشكت على الغروب في خلطة سرية تغطيها بمكاييل من دموع العذارى وتلتهم هذا الخليط المروع لتجد سعادة لحظية بخلت بها الأيام عليها ،،
مهارتها تزداد في فن الطهي ..، ويتمحور حوله فكره الظاهري وحديثها مع الفتيات ..، بالإضافة إلى إهتمامات أخرى أنثوية بالمكياج ومستحضرات التجميل
العالم الفارغ من حولها .. تملئه كيفما اتفق بكل ما يلهيها ولو لوقت قصير .. عن معاناة تنتظرها ليلاً قبل أن تنام ..،،
وغداً يوم آخر ،،


2- الفضولية :

التقطت " وسام " ال(منيو ) وراحت عيناها تدور بسرعة بين السطور وأذناها تنصت لحديث أسماء الفاتح للشهية ..، تقرأ وتسمع وتفكر في وقت واحد فهي متعددة المواهب والقدرات :)
بالطبع تعرف سبب شراهة أسماء ..، قدرتها على قراءة البشر لا محدودة .. ثم إن المشاعر واحدة وطرق التعبير عنها تختلف
نشأت في بيئة ريفية تعلمت فيها كيف تكون سيدة منزل من الطراز الأول .. من ذلك الطراز الذي انقرض بين فتيات هذا العصر ..، لذا اعتبرت حديث أسماء عن فنون الطهي على القنوات المتخصصة مجرد (مياعة بنات ) !! ..، هي التي تعلمت كيف تستيقظ فجراً لتجمع البيض من فوق السطح ثم تنزل لتحلب البقرة ثم تدس ذراعها كاملاً في (بلاص المش ) لتخرجه بقطع الجبن القديم ..، وبعده تذبح الدواجن وتنظف ريشها ثم تخبز العجين وتنهي أعمال البيت قبل صلاة العصر !!!

في مجتمعها هي ( بائر ) ..، ولكنها تملك ما يكفي من الشخصية القوية الكاسحة لتحمي نفسها من القيل والقال ..، هي المرأة المصرية كما خلقها الله منذ فجر التاريخ ..، على قوة شخصيتها وحنكتها في إدارة البيت بل وفي تربية القادة وفي نفس الوقت .. الجمال والدلال الأنثوي كما يجب أن يكون ويدرس لذا لم يكن من خوف عليها عندما نزحت مع إخوتها إلى القاهره لدواع العمل !

قبل بضعة سنوات في أحد المباريات الرياضية لمنتخب مصر ..، ذهبت لتشجع الفريق الوطني وهناك ضرب القدر لها موعداً مع الكينونة المعروفة الغير ملموسة المسماة (الحب ) ..،
لم يكن من السهل لمثلها أن يعرف هذه الكينونة .. ذلك لأن الشباب والرجال عموماً أمامها ضعافاً قليلي الحيلة وهي فرسة برية ليس من خيال قادر على ترويضها إلا من امتلك شخصية في القوة تفوقها ..
وقد كان ... وكيف لمن تربى تربية عسكرية أن يعرف معنى الحب أو الضعف والإنحناء لأنثى .. لان معدنها أمام معدنه الفولاذي واستطاع برجولته كبح جماحها فإذا بها .. تنحني ..،،
أحكم سيطرته على حياتها .. واستخدم نفوذه القوي في السيطرة على منافذها كان يحميها ولكن ضاق طوق الحماية حد الإختناق .. ولكنها كانت سعيدة بهذا الإختناق ..
تقدم لخطبتها .. وفي أسابيع قليلة كاد الحلم أن يكتمل فاشترى لها ثوب العرس وقام بحجز قاعة في إحدى القاعات التابعة للقوات المسلحة .. وأذاقتها الأيام شهد الفرحة حتى أنها لم تستوعب كيف يمكن لحلم أن يتحقق في أيام معدوده بهذا الشكل ..

وبعدما كادت تخطو الخطوة الأولى للعش السعيد مع فارسها .. إذا بها تفاجأ بلطمة القدر .. بدون أي سبب يحجم عن إتمام الزفاف ويعتذر لأسرتها ويبتعد عنها رافضاً استقبال أي وسيلة للإتصال به منها !!!
كما تتكلم الأسماك بلا صوت .. تكلمت كثيراً مع نفسها ..،، لماذا ؟؟ سؤال أوسعها ضرباً مبرحاً ليال وأيام لم تجد له جواب !
لماذا لم يتركها كما كانت قوية تحتقر الرجال .. لماذا حطم كبريائها ثم تركها حطاماً بلا كبرياء ؟؟
لماذا تركها فجأة ؟ وكيف لها أن تعرف الحب بعده أو حتى طعم الإستقرار بلا حب من جديد ؟؟
تعاقب من بعده الخطاب على التقدم إليها ولكنها كانت دائماً تقارن شخصيتهم أمامها بشخصيته القوية فتزداد لهم احتقاراً ..، تعذبت كثيراً بينبوع العاطفة الذي فجره في روحها لأنها لم تجد من يستحق أن ينهل منه بعده ..،، ولم تعرف كيف تسده من جديد !
تدريجياً راحت تنظر إلى أترابها من الفتيات وتراقب أحاديثهن الجانبية في الهاتف المحمول خاصة تلك التي تتم بعيداً عن العيون .. وتسعى لمعرفة أسرارهن بشكل فج ومزعج
في كل واحدة كانت ترى نفسها .. وتعذبها بسياط قصة آمنت لها فقصمتها .. كما راحت تتبع أصحاب الشخصيات العسكرية على أمل أن تجد بينهم صورة أخرى من الحبيب تكن أقل غدراً
ليكون للغد مصير آخر ...


يتبع
التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1477 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع