كما قلت من قبل ..
لو تركني أحدهم في مكتبة لتوجهت تلقائياً إلى قسم روايات الرعب وما وراء الطبيعة ..، يجذبني بشدة هذا العالم الخفي بكل طلاسمه وغموضه وتفسيراته التي تتحدى عقل الإنسان ..،
لذلك أثناء تصفحي لعدد من روايات معرض القاهرة للكتاب ..، خطف بصري غلاف رواية " إستحواذ " لكاتب شاب هو وائل نصار ..،
تأملت الغلاف الأسود القاتم .. الذي رسم على واجهته قط أسود يرتدي محرمة سوداء تتطاير خلفه .. وتذكرت على الفور قصتي الكسيحة "عقار محروس" التي توقفت عن إكمالها وتصحيحها على أمل أفكار جديدة ..
في خلفية المجلد الكبير للرواية كتبت عبارة " في مكان ما مجهول ..بين العلم والخرافة .. هناك عالم آخر .."
هنا قررت أن أضم هذه الرواية .. لعالم أشباحي الخاص ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
من أول صفحة أطل وجه الدكتور أحمد خالد توفيق ظاهراً جلياً من بين سطور الكاتب وعرفت أنه قرأ له كثيراً ..:
- ذات فكرة سلسلة ما وراء الطبيعة بأن يكون البطل هو نفسه الراوي ..
- الإعتماد على الأسلوب الساخر .. وال"قفشات" خفيفة الظل ..
- المقدمة المميزة التي يثرثر فيها الكاتب حول أعماله السابقة وظروف عمله الجديد ..
- الجمل المستقطعة التي تقطع السرد كجزء من حوار نفسي
"إستحواذ" هي ثاني أعمال الكاتب الشاب "وائل نصار " ..، وفيما يبدو أنه ينتوي جعلها سلسلة على غرار سلسلة روايات ما وراء الطبيعة ..، ذات بطل وحيد وأحداث متعدده
تحدث فيها عن مفهوم الإستحواذ بشكل عام .. الإستحواذ بمعنى فقدان سيطرتنا على ما نمتلكه من حواس تحت تأثير مؤثر ما ..
قد يكون هذا المؤثر شيء خارق للطبيعة وخارج عن التفسيرات المنطقية ..
قد يكون هذا نوع من إدمان عادة أو هواية ..
قد يكون الوقوع في الحب
تتعدد الحالات والاستحواذ واحد ..
الشاب بطل روايات "وائل نصار " هو مجرد شاب عادي ولكنه خدوم .. له صلة بمعالج روحاني ذائع الصيت يقضي وقته في مساعدة الناس .. ..، يحاول المعالج إقناعه بالدخول إلى عالمه ولكن الشاب يؤثر السلامة والإبتعاد عن الإنجراف في هذا العالم مكتفياً فقط بتوريد الحالات التي تحتاج إلى المساعدة إليه ..
تصادفه حالة طفل تعرض لأذى مجهول تغيرت على إثره طباعه .. فيقرر مصاحبته للعلاج عند هذا الشيخ
ثمة رواية مشابهه للكاتب الكبير د: أحمد خالد توفيق في سلسلة ما وراء الطبيعة هي رواية " طفل آخر " غير أنه من الظلم المقارنة بين كاتب شاب مبتديء وقامة ذات خبرة مثل دكتور أحمد خالد .. ولو أنصفنا وقارنا بين بداية الكاتبين لاستبشرنا خيراً بمستقبل الكاتب الشاب . .
- يبدو أن "وائل نصار " قد قرأ كثيراً عن السحر وطقوس طرد الأرواح الشريرة وأساليب المعالجين الروحانيين ..، لان الكتاب يحوي كم معلومات لا بأس بها في هذا المجال غير أن وضوح الداء وسهولة العلاج سلبت الكثير من التشويق اللازم في الرواية ..
ثم ينتقل الكاتب في خطوة غير مفهومة .. إلى سرد قصة فيلم أجنبي شهير وهو " طارد الأرواح الشريرة" وهو ما أجده غريباً للغاية فالفيلم متوفر ويمكننا مشاهدته في أي وقت فلماذا يضيع من روايته البالغ عدد صفحاتها 348 صفحة .. نحو 222 صفحة في سرد قصة الفيلم ؟؟؟؟!!!!
أسلوبه جميل وشائق ولكن خطوة سرد أحداث الفيلم أغاظتني وأصابتني بإحباط شديد ..، أعرف الفيلم وشاهدته غير مرة وكنت أنتظر (شيء جديد ) وليس مجرد إعادة صياغة ..!
ثم يختتم الرواية بطقوس طرد الأرواح الشريرة في عدد من الديانات الموجودة على سطح الكرة الأرضية ..،
إنطباعي الشخصي : أعتقد أنه باكورة كاتب جيد .. ولكن يحتاج إلى المزيد من الخيال والثقة بالنفس ..