يمكن للحب أن يدفعك إلى الأفضل .. أن يغير من عالمك ..
فقط لو استطعت ملأ الفراغ العاطفي التي يتوسط قلوبهم ..
فقط لو كنت أنت المختار ..!
==================
فكرة "المختار " التي قامت عليها عليها العديد من الأفلام الأمريكية ليست خيالية تماماً ..، فالمختار هو الشخص المميز الذي لا يصلح غيره لإتمام مهمة معينة ،
لكل منا مختاره الخاص ..، وبعضنا يظن نفسه مختار هام في المجتمع المحيط به يدور الجميع في فلكه وحول شمسه الخاصة ..،
عرفت ممن عرفت سيدة رائعة الجمال مطلقة تزوجت مرتان ولم توفق رغم صغر سنها ..، لاحظت أنها ترتدي خاتماً ذهبياً في بنصرها الأيسر ..، فبادرتها بسؤال
-" مش خايفة الدبلة دي توقف حالك ؟ لو حد شافها مش هيتقدملك "
أجابتني بأنها على العكس ..، تمنع عنها المضايقات من الذئاب البشرية التي ترى في مطلقة حسناء فرصة لاستغلال ظروفها الإجتماعية والعاطفية
وحول ما أن "الدبلة" ستمنع عنها العابثين والجادين معاً أجابت : " أنا التي سأختار من أنزعها أمامه " !
أثار منطقها تعجبي وإعجابي في ذات الوقت ..، إنها تخشى الفشل من جديد لذا قررت تبادل الأدوار لتكون هي من تختار ولا تُختار !
قد يلوح الإعجاب من بعيد حول شخص ما .. فنضعه تحت الإختبار والتمحيص ..، نراقب فكره وعقليته ، أسلوبه ومنطقه .. ومظهره أيضاً ..،
ننصب له العديد من الإختبارات ونقيم طريقة إجتيازه لها .. تجتمع عدة نقاط في صالحه وأخرى ضده..
يتأرجح معها ترمومتر عواطفنا وتتلاحق أنفاسنا على مؤشر القرار .. هل يعلن أخيراً إختياره النهائي له أم لا ؟؟
نخوض صراعاً عنيفاً مع خبراتنا السيئه كي لا نسقطها عليه .. ولنتفادى أيضاً تكرارها لاحقاً
القدرة على الإختيار نفسها خاصية صعبة غير متواجدة في برمجة كثير من البشر ..، لان " الخيار" فيها تعوقه عدة أكواد تبدأ ب "التردد" ولا تنتهي ب"التعدد "
يحسم الجدل الثائر والدائر شيء غير ملموس ولا معروف يسمى "الحب "
فإذا غاب الحب إنفرد بال"خيار" في ساحة العقل الشك والتردد والظن وتحول الشخص من كيان إلى " فرصة " تقيم عندنا بحسابات المكسب والخسارة كأي بورصة !
لنقارن إذاً بين " الحب والفرصة " في بعض المعطيات :
الأنانية :
- في الحبيب تذوب ذات المحب ويصير رضاه غاية سعيه ولو على حساب ذاته
- المنطق العقلاني للفرصة يحتم أن تكون عطايا ال"فرصة " أكثر من أو يساوي ما نمنحه لها ..، ولا تنازل عن حقوق ولا سعي لارضاء إلا بثمن !
الغفران :
- الحب يفرد مساحة واسعة من التفهم لو لم توجد عليها الأعذار لاخترعناها ! ..، ولن يخلو الأمر من تحميل الذات المسئولية مشتركه مع الحبيب
- المنطق العقلاني للفرصة يقيم الأخطاء بمنطق تراكمي .. ويختزنها ليطلقها كثيفة لاحقاً ويتعامل بإحصاءات قد تفتقر كثيراً إلى العدل وقد تتخذ مما اختزنت ذريعة للفراق لو كان فيه مكسب أكثر !
الإحتياج :
- يظل المحب بحاجة إلى حبيبه .. لا يستشعر نجاحاً ولا يجد للفرحة طعم إلا بمشاركته كما لا يخفف عنه عثراته إلا هو ..
- المنطق العقلاني للفرصة قائم أصلاً على الإحتياج .. لكنه إحتياج وقتي نفعي ينتهي ببلوغ الغاية والهدف !
التضامن والتكافل :
- لا يجد المحب عسرا في الإندماج مع حبيبه في عالمه الخاص ومشاركته اهتماماته ..، هذه إحدى مزايا خاصية "التوحد" التي يمنحها الحب
- المنطق العقلاني للفرصة يدرج التضامن ويحكمها بتقاليد ( الأصول والعشرة والواجب ) ويدفع بها في الإتجاه الذي يصب في نجاح الحياة المشتركة
الإكتفاء :
- قد ينبهر المحب بغير حبيبه .. ولكنه لا يكتفي إلا به !
- المنطق العقلاني للفرصة يتطلع إلى التعدد خاصة في بداية العلاقة فيبحث عن الأفضل والأكمل والأجمل ..، مما يؤخر كثيراً إتخاذ القرار وقد يورث الندم بعده !