لكل مجتمع ثقافته، ولكل شريعة منهجها الذي تنتهجه، ولكن الجميع يتفق على أن حسن الظن هو سلوك إنساني بحت، لا يمت بصلة لجنس أو عرق أو دين، بل هو سلوك بشري نحتاجه لنمر من سوء الفهم بسلام، خاصة مع المقربين منا. أما الغرباء فلا يعنون الكثير لنا، فلا نعول على فكرتهم بنا، فهم لا يعرفون طباعنا. ولنا في النبي صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة عندما كان في سفر مع زوجته صفية بنت حيي، ومر بهما صحابة وقالوا: "من هذه المرأة التي معك يا رسول الله؟" وذلك لأنه لم يظهر منها شيء، فأوضح النبي صلى الله عليه وسلم أنها صفية زوجته حتى يزيل الشبهة وسوء الظن من صدورهم قبل أن يتسلل لهم. فكيف بنا نحن لا نلتمس أعذارًا ولا نحسن ظنًا؟ ثم نقيم علاقات ونهدم أخرى لمجرد أفكار من وحي كلمة أو موقف عابر؟! ورب العزة حثنا على ذلك، وكان الترهيب في سياق الآيات أولى، حيث قال تعالى: "إن بعض الظن إثم" وهذا بعض الظن، فما بالنا بكل الظن والتأكيد عليه وكأننا نُصّبنا على قلوب العباد ونواياهم جلادين، نمرر هذا ونقف على ذاك؟! أعتقد أن إلتماس العذر في كل الأحوال يهدأ من وغر الصدر وندرأ ذريعة الشيطان في قلوبنا قبل أن تتوغل وتتملك منا. التمسوا سبعين عذرًا كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فإن لم تجدوا فلوموا أنفسكم. بالنهاية، حسن الظن وإلتماس العذر من شيم النبوة."






































