أعجز عن الكتابة حين تثقل روحي بتعب الآخرين،
وحين ينهك جسدي بأوجاع لا تخصّه.
أعجز عن البكاء، عن الكلام، عن الصراخ،
أعجز عن أي شيء لأجلي.
فما عساني أفعل،
وكل من حولي متهالكون،
جميع من أراهم غارقون،
يستغيثون بي…
بي أنا، التي ظنّوني صخرةً صلبة، ثابتة،
وغفلوا عن كوني غارقةً مثلهم،
أخفي الماء في صدري وأبتسم.
بكاؤهم يفتّت قلبي،
وشكواهم تعتصر معدتي،
وأقسم أني لا أكذب
حين أحتضنهم بيدين مرتجفتين،
ولسانٍ مثقلٍ عن الكلام،
فقط… لأجعلهم بخير.
وما عساي أملك غير دعاءٍ وحضن؟
أتدري كيف يكون الحزن
حين يكسو ملامح الأيام؟
حين يسبق البكاءُ ساعاتِ الفرح،
وتغدو الشكوى شعار الوقت؟
أتدري كيف يمضي النهار
أسودَ كئيبًا،
ثم يأتي الليل
أشدّ ظلمةً وتعبًا منه؟
أن تحمل تعب الجميع
إلى قلبك المقيّد بأصوات بكائهم…
أن تخشى بداية يوم جديد
لئلا يُضاف إلى صدرك حزن آخر…
أن يتسرّب وجعهم إليك
كلما احتضنتهم…
أن تمسح دموعهم
من عينيك أنت…
أن يضيق بك الكلام
حتى يخذلَك الصمت،
فلا تدري كيف تُبقيهم بخير.
أن تبتلّ ملابسك ببكائهم،
ويكون كتفك
ذلك السند الحنون… القوي.
لا أعلم لماذا
طرق كل هذا الحزن قلبي،
وأتعب جسدي؛
تعتصر معدتي،
يؤلمني قلبي،
يصدع رأسي،
ولا أستطيع البكاء.
الآن،
أنا فقط أرتجف… وأكتب.
لكنني متعبة،
متعبةٌ بطريقةٍ مبكية.
ربما
لأنني نسيت
كيف أكون إنسانةً لنفسي
قبل أن أكون ملجأً للآخرين.






































