نحن في زمن الفتنة فيه شديدة البأس .. فلا داعي لإقناع الآخر على الملأ بصحة معتقدك وبطلان معتقده ولا حتى بدافع النصح والخوف على مصلحته (الا من استعان بك) .. أعتقد أنه ليس من الحكمة الآن دخول المعارك الجدلية فيما ينبغي الإيمان به من الأمور الغيبية والحكم بأن هذا سيدخل الجنة وذلك سيدخل النار.
وفي كلام آخر أقول وأتسائل (وأستغفر الله إن كان في قولي تجاوز) .. من مننا رأى الله رأي العين؟ من شاهد الجنة، النار ، الملائكة، ...؟ بل من مننا عاصر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو سيدنا عيسى أو سيدنا موسى أو غيرهم من الأنبياء عليهم جميعاً سلام الله؟ .. هل من أحد مات ثم عاد الى الحياة ليحكي لنا ما حدث بعد الموت؟
يا صديقي كلها أمور غيبية العلوم فيها متاحة، ولكن إدراكها ليس بالأمر السهل، فكيف الجزم بحدوث اليقين؟ .. وكيف تثق بهذا العقل محدود القدرات وحده في الحكم قطعاً على أمور الأكوان والخلائق؟ .. هل أدركت واستوعبت كل الموجود من الماديات في زمانك وتحققت وتيقنت من كنهه حتى تُرقى نفسك للمرتبة الأعلى محاولاً الحكم على الأمور الغيبية بيقين راسخ لا يقبل الشك؟!
هي تجربة خاصة بك أنت وحدك يتكامل فيها العقل والقلب والاجتهاد والرغبة الحقيقية المجردة في الوصول للحقيقة والسير في الطريق بإخلاص بُغية النجاة والخلاص .. فخُضْها وحدك بالبحث والتعلم وبذل الجهد لأنها لن تنفع أو تضر أحداً إلا أنت.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" [١٠٥] المائدة
د. وسام عسكر
1
-2
