يوجد بمدينه القاهره حيان بأسم واحد (المنيره) الأول مكانه مابين قسم امبابه وقسم بولاق الدكرور وهو حي شعبي عشوائي بكل ماتحمل هذه الكلمه من معنى بداخله يستقر اعتي عصابات السرقه والاغتصاب والمخدرات وخطف الاطفال وكونوا فيما بينهم مافيا عتيده ومعظم مباني هذا الحي بدون ترخيص ومقامه على اراضي كانت في الماضي زراعيه وتساهت الدوله عند أقامه هذا الحي الي ان وصل إلى هذا الحد.....
اما حي المنيره الثاني فهو ملاصق لحي السيده زينب ولا يفصلها سوي خط مترو حلوان سابقا (مترو الإنفاق حاليا) وهو حي يجمع مابين المساكن القديمه والمساكن الحديثه ذات الاسانسير والفيلات التي كان يسكن بها باشاوات الزمن الغابر وبصفه قربه والتصاقه مع الحي الذي اسكن به ولي به أصدقاء كثيرين كان هذا الحي مرتعا لي لاصدقائي في المغامرات والشقاوه استطيع واملك قدره وصف كل عماره به ومن يسكنها ولكن ذلك سيأخذ مني وقتا ومجهودا سأوفره لكتابه الحكايه التي نحن بصددها ولكن هناك موقف لابد من حكيه ففي بدايه هذا الحي يوجد مسجد اسمه مسجد نبيهه يكن وهي كانت ابنه عدلي يكن احد باشاوات مصر في زمن الملكيه إقامته أمام فيلا كانت تسكن بها وكانت سيده خير وكثيره الصدقات وأهل الحي يحبونها ويحترمونها.....
قبل وفاه والدي ببضعه سنوات اوصاني بالصلاه على جثمانه في مسجد السيده زينب وظل يردد في اذني وبيني وبينه هذه الوصيه ثم قبل وفاته بيومان كنت جالسا معه وطيف الموت يحوم حوله وجدته يتحدث معي عن مسجد نبيهه يكن ويصف لي مأثر هذه السيده الكريمه وتاريخ انشاء هذا المسجد وانه ساهم مع مقاول بناؤه بأصناف مما كان يتاجر به وانه أوقف عليه مبلغ من المال لصيانه وهذا المبلغ يخرج من ايراد العمارتين اللتان يملكهما والدي ثم قطع كلامه معي ودخل في موضوع اخر..!!!!!!!
وعندما توفي والدي نفذت وصيته بالصلاه على جثمانه بمسجد السيده زينب ثم تذكرت حديثه عن مسجد نبيهه يكن فقررت ان أقيم عزاؤه في هذا المسجد واجرت قاعه العزاء به والتي تسع ٣٠٠ فرد واشهد أمام الله انني ذهلت من كميه المعزين التي حضرت حتى انني كنت كل ١٠ دقائق ادخل لقارئ القرأن لابلغه بإنهاء ربع القراءه حتى يتثني للمعزين المنتظرين خارج القاعه للدخول بها مع الوضع في الاعتبار ان والدي رحمه الله قد توفي عن عمر يقارب المائه عام وتوفي جميع اصدقاؤه ومعارفه قبله بزمن طويل وذهلت أيضا من كميه المعزين اللذين حضروا من جميع الأعمار وجميع المستويات الاجتماعيه.....!!!!!!
في احد الشوارع الجانبيه المتفرعه من شارع امين سامي بحي المنيره كان يسكن زميلي نبيل والذي كان يجلس على تخته بجانبي في آخر الفصل وسبب جلوسه انه كان طويل وعريض فأمره وكيل المدرسه بالجلوس في هذا المكان لان جسده كان يغطي على من خلفه رؤيه سبوره الفصل فلم يمانع..
وقفه قصيره:
زميلي نبيل هذا كان شخصيه فذه فهو عبقري في كل فرع من أفرع العلوم التي ندرسها وكان يحضر الي منزلي او اذهب اليه الي منزله او نذهب سويا الي منزل صديقنا الثالث ساسو لنذاكر مع بعض وكان هو يقوم بشرح الدرس لنا بطريقه واضحه وسهله وبسيطه لم يقف أمامه شيئ في هذه العلوم على الإطلاق وكان صاحب أعلى رقم من درجات الاختبارات الشهريه التي كنا نمر بها خلال فتره المرحله الثانويه
اما عن وصفه فهو طويل وعريض ومن النوع كبير العظام وجسمه رياضي وفي منتهى الوسامه ولون بشرته قمحي وشعره مكتكت ووجهه مملوء بحب الشباب والذي كان يعالجه بمراهم كثيره ومقاس حذاؤه كبير على سنه وأهم مايلفت النظر اليه هو شعر يديه الكثيف وكذا شعر صدره الذي يخرج دائما من فتحه قميصه اما عن سماته الشخصيه فهو شخص فكاهي من الدرجه فوق الممتازه وله تعليق مضحك على اي حدث يمر عليه أو علينا... كان شخصا مخيفا من كثره علمه او خبراته في هذه السن الصغيره او ادراكه للاشياء او تهريجه المؤدب الذي يصل إلى حد المسخره وكنا نقضي معه الوقت ولا نستطيع مفارقته من حلو حديثه وحلو معاشرته
(انتهت الوقفه)
كان والد نبيل هذا استاذ دكتور في كليه هندسه القاهره وقابلته عده مرات عندما أكون بمنزله فيدخل علينا ويرحب بنا بحراره وهو يبتسم ابتسامه صادقه ولكن حسب خبرتي فيما بعد عندما كبرت ان المهندسين ذوي العلم الشديد لديهم جزء من مخهم لاسع شويه وكان والد نبيل لديه هذا الجزء...... وكان زميلي نبيل هذا لديه اخت صغيره فهو واخته كانا هما كل من انجبهما والده وفي السنه الثانيه الثانويه توفيت والدته ومضى الاب يجاهد لتربيتهما ولكنه لم يستطيع الصمود فتزوج من اخرى ولكنها للأسف الشديد لم تكن من مستواه الاجتماعي او العلمي فلم تكن متعلمه ومن النوع الشلق....
انتظروني بأسي شديد