لمحات انسانيه:

1: بالرغم من الموقف الدامي الذي فعلته معي ناظره المدرسه  الاانني مازلت احبها واحترمها واقدرها فلقد غرست بداخلي كيف يقوم المدير بكامل أبعاد وظيفته فلقد كنت أراها تمر على جميع مرافق المدرسه يوميا تتأكد من نظافه دورات المياه للتلاميذ والحرص الشديد على تطهيرها بالمطهرات وكذا المرور على مطبخ المدرسه للتأكد من نظافه الوجبات وادوات الاكل للتلاميذ

ملحوظه:

فاكر ياجابر ياصديق لما كنت اخدك معايا ونمر على عنابر الجنود ودورات المياه للتأكد من نظافتها تطهيرها.... فاكر لما كنت اخدك معايا ونذهب الي ميس الجنود قبل صرف وجبتي الإفطار والغذاء للتأكد من جوده المقدم للجنود مراقبه صرف انصبتهم من التعيين... فاكر لما كنت اراقب وبشده غسيل صواني الاكل للجنود ضروره ان يكون بالماء الساخن......... كل ذلك تعلمته من ناظره المدرسه وانا طفل

رحمك الله يا سيدتي الفاضله

2: ابله زهيره حسن عارف مدرسه فصلي لم تتركني يوما واحدا طوال اجازتي المرضيه فكانت تحضر الي منزلنا عقب انتهاء اليوم الدراسي وتشرح لي الدروس التي تم شرحها بالمدرسه ثم تعطيني الواجب وتغادر في السادسه مساء كل يوم واستمرت علاقتي بها حتى وصولي لرتبه اللواء وكانت دائما تناديني بكلمه ياولد لتؤكد امومتها لي وسيطرتها على شخصي وكنت اسعد جدا عندما تناديني بهذا الاسم  وهذه الصفه  حتى توفيت وهي في الثمانين من عمرها.

3: داده نفيسه حافظ داده فصلي هي أيضا كانت تمر على منزلنا دائما طوال فتره اجازتي المرضيه للاطمئنان على وكانت رحمها الله تتمتع بعزه نفس لا مثيل لها وظلت علاقتي بها حتى وصولي لرتبه العقيد وتوفيت وكانت رحمها الله ترفض اي نقود احاول اعطائها لها عندما تخرجت فأستبدلت ذلك بهدايا ذهبيه بسيطه وبعد إلحاح شديد مني كانت تقبلها

الله يرحمك ياسيدتي الفاضله والحبيبه.

4: عند حلول امتحان الشهاده الابتدائيه وفي اول يوم اصطحبني والدي للمدرسه وقبل الدخول للامتحان قال لي... انا لا استبعد غدر المدرسين معاك وعلشان كده انا راضي عن أي نتيجه تجيبها في الامتحان حتى لو رسبت فيه المهم عندي انك ترضى نفسك عن إجابتك في الامتحان... والغريب والعجيب المدهش انني احرزت المركز الثالث على المدرسه الحادي عشر على مستوى مديريه القاهره التعليميه.

5: في أول يوم لذهابي للمدرسه بعد انتهاء اجازتي المرضيه قامت زميلتي هناء بشراء ٢ قطعه شيكولاته من كانتين المدرسه وفتحت واحده وقدمها لي قائله دي حلاوه شفاك ثم جلست بجانبي وهي تتمسح برأسها في كوعي..

6: وانا في السنه الأولى الإعداديه أنجبت والدتي اختي الصغيره سألني والدي عن اقتراح لتسميتها فرددت على الفور وبدون تفكير نسميها هناء فنظر لي والدي نظره فيها الكثير من المعاني لا يفهمها غيرنا لدرجه انني لم استطيع الصمود أمام عيناه ووافق والدي على الاسم وأصبح اسم هناء مرافق لي طوال حياتي.

7: بعد حصولي على الشهاده الابتدائيه نقلت الي مدرسه قصر الدوباره الإعداديه (كانت مكان السفاره الامريكيه الان) ولكن في منتصف العام نقلونا الي مدرسه على عبد اللطيف الإعداديه بميدان سيمون دي بوليفار بجاردن سيتي وكانت هي أيضا قصرا لاحد وباشاوات مصر (موجود القصر حتى الآن ولكنه مهجور) ثم بعد ذلك الي مدرسه الإبراهيميه الثانويه اما بالنسبه زميلتي هناء فلقد ذهبت إلى مدرسه الفلكي الإعداديه للبنات بباب اللوق ثم إلى مدرسه السنيه الثانويه للبنات بالسيده زينب وخلال كل هذه الفتره كنت أراها تكبر أمامي وظلت صلتي بها على فترات متقطعه طوال تلك المده الي ان حصلت على الثانويه العامه ثم اختفت أخبارها وعندما سألت والدي عنها علمت منه انها سافرت مع والديها الي دوله الكويت لحصول والدها على عقد عمل بصفته مهندس بترول فطويت صفحتها ولكن لم انساها وفي نفس الوقت لم اسأل عنها.. ثم تمر الأيام والسنين حتى وصلت في سلم الترقي بالقوات المسلحه الي رتبه المقدم وعلى وشك الترقي الي رتبه العقيد وكنت لم اتزوج بعد وكان ذلك في ثمانينات القرن الماضي وفي أحد ايام اجازاتي قررت الدخول إلى سينما مترو في حفله السادسه مساءا التي كنت لا أفضلها ولكن لم أجد تذكره في حفله التاسعه المعتاده لي... المهم دخلت وكان مكان حجزي على طرف الصف الأول من درجه البلكون وكان يجلس بجانبي وعلى يساري شاب ثم سيده ثم شاب اخر صوره طبق الأصل من الشاب الأول ويبدو عليهما تؤام ولاحظت ان السيده التي وسطهما تفرك في جلستها وتنظر لي في الظلام بعد فتره همس الشاب الذي بجواري في اذني هو حضرتك ياعمو الاستاذ طلبه فرددت عليه بأندهاش ايوه بس انا مش استاذ انا المقدم طلبه رضوان من القوات المسلحه فألتفت الي السيده وقال لها ايوه هو فقالت السيده لي ازيك يا طلبه فنظرت إليها وركزت في النظر فلم تتجمع صورتها في ذهني فقالت انت مش عارفني ولا ايه فركزت في النظر مره اخرى بتركيز أشد فكانت هناء بكامل جمالها وبهائها أنوثتها... عرفتني هي وانا لم اعرفها..... بس خلاص..

8: الفنانه هاله فاخر كانت في فصلي طوال الاربعه سنوات ابتدائي الفنانه صفاء ابو السعود كانت في فصل مجاور لفصلي  والاثنتان مانتا من النوع المعالي والمتكبر على باقي التلاميذ وانا شخصيا بادلتهما هذا التعالي وهذا التكبر عليهما وكنا نرى والديها في المدرسه كثيرا حيث كان والد الأولى مشرفا على فريق التمثيل بالمدرسه ووالد الثانيه مشرفا على فريق الموسيقى....

واتذكر ان والد هاله فاخر اختارني من ضمن تلاميذ فصلي للاشتراك في حفل نهايه السنه الدراسيه حيث سأقوم بأرتداء جلباب ابيض وفوقه عبايه سوداء مذهبه الأطراف يضعون على رأسي كوفيه وعقال اسود ثم يثبتون على ذقني شعر وشارب وامسك في يدي عصا مقشه عليها علم احد الدول واقوم بالقاء نشيد عن الوحده العربيه ولما كنت اعرف عن نفسي انني مش بتاع تمثيل  ولا امت له بصله رفضت الاشتراك في هذه المسرحيه ونقلت رفضي هذا الي ابله زهيره والتي أبلغت الفنان فاخر فاخر فأستدعاني وتكلم معي كلام كثير جدا لم أفهم منه شيئا بهدوء شديد وبطريقه مستفزه مني له ابلغته انني سوف اغيب عن المدرسه يوم هذه الحفله فطردني من الغرفه بحده قائلا امشي من قدامي يا متشرد ياجربوع....... هاهاهاهاهاي

يحيا التشرد... وتحيا الجربعه

????????????????????????????????

              انتهت