الموقف الدامي

الزمن: السنه الرابعه الابتدائيه بمدرسه قصر الدوباره المشتركه الابتدائية......

منذ السنه الأولى الابتدائيه كانت تجلس بجانبي طفله تسمى هناء الحديدي على نفس التخته وبحكم صداقه والدها لوالدى وبترتيب منهما مع مدرسه فصلي السيده زهيره حسن عارف ومع سكرتيره المدرسه المغلوبه على أمرها تحت سطوه المدرسات تم جلوس هذه الطفله بجانبي طوال سنوات الدراسه في المرحله الابتدائيه (٤)سنوات وكان والدي رحمه الله دائما يوصيني بها اعتبرت هذه التوصيه منه لي بمسؤليتي عنها.. أما عن سبب التوصيه فكان لأنها طفله ضعيفه جدا... جدا... جدا... وصحتها على قدها فلقد كانت عباره عن هيكل عظمي مغطي بالجلد ولكي أقرب لكم حالتها الصحيه فعندما تهب رياح شديده نسبيا كانت تقع أرضا وعلى وجهها ولذلك كانت عندما تسير معي كانت تضع كفها الصغير بداخل كفى وتضغط عليه بقدر ماتستطيع و تداري نصف جسمها في ظهري اتقاءه للرياح وعند صعودنا لسلم المدرسه كانت تقبض على كفى بشده لاساعدها على الصعود حيث كان فصلنا في الدور الثاني للمدرسه....

اما عن وصفها فهي ذات بشره ناصعه البياض وقصيره الطول ونحيفه جدا كما ذكرت وملامحها جميله جدا وأهم مايميزها هو عيناها الواسعتاه ذوات اللون الأخضر الصافي وكذا شعرها الذهبي الناعم واقرب صوره لها هي عروسه الأطفال باربي....

كان ارتباطي بها وثيقا اعتبرتها كأخت لي وكانت هي تبادلني هذا الشعور وهذا الارتباط ولعلي استطيع القول انني دخلت في معارك طاحنه مع باقي تلاميذ المدرسه بسببها وبسبب بمسؤليتي عنها لأنهم يستضعفونها ويستقون عليها طوال اول سنتين في المدرسه الي ان استتب الأمر في السنه الثالثه وأصبح الجميع يعلمون انني سوف ادافع عنها بكل قوه وايضا أصبحت من ضمن املاكي الشخصيه وكانت هي ترضخ لذلك فلا تطيع احد غيري ولا تقوم بأي تصرف الا بعد الرجوع لي....!!!!!

ولعل هناك موقف وعباره ذكرتها لي لم انساه حتى اليوم او انسى تلك العباره أيضا وكان هذا الموقف يتلخص في انه في احد الايام وصلت متأخرا عنها فوجدتها تجلس على احد دكك حوش المدرسه وهي تبكي وعندما سألتها عن سبب بكائها ردت بعفويه شديده...

(لما باجي قبل وصولك ببقى خايفه لغايه ماتيجي)

 قالت هذه العباره وكأنها سهم رشق في قلبي ناحيتها وعاهدت نفسي بأن لا اتركها دقيقه واحده منذ لحظه وصولها للمدرسه وحتى نهايه اليوم ووصول والدها او والدتها لأصحابها لمنزلهم ونفذت ذلك بكل دقه وبدون هواده وبكل الرضا والاهتمام وكانت تعبر عن ذلك كله بأن تتمسح بشعرها في كوعي أثناء سيرنا او في كتفي عندما نكون جالسين كتمسح القطه لصاحبها.....

انتظروني بأهتمام شديد...