تمهيد مهم :
كان زميلي في تخته الدراسه هو الحسين عبد الرحيم محمود الشهير حتى الآن بأسم( ساسو) وهو انسان في منتهى الجمال الحلاوه والاخلاص والوفاء... هو من نوبي الأصل المنشأ والأخلاق الحميده وصديقي حتى الآن ربنا يديله الصحه والعمر زاملني في مرحله الإعدادي والثانوي على نفس تخته الدراسه في المرحلتين... وكان مكان هذه التخته في منتصف اخر صف بالفصل حيث احب واهوي الجلوس لأنها تتيح لي تجميع الصوره للفصل بالكامل وما يحدث فيه من تصرفات احب مشاهدتها...
# فرضت على ساسو حمايتي الكامله بمساعده بدر الملوك نظرا للتنمر والتريقه عليه من باقي التلاميذ نظرا للون بشرته الاسمر الغامق جدا وكونت معه ثنائيا خطيرا ورهيبا لم يستطيع احد اختراقه في تأديب اي تلميذ يتجاوز حدود الأدب معنا او مع غيرنا ولا نتركه الابعد الاستسلام الكامل سواءا بأرادته او غصبا عنه وكنا لانترك بعضنا طوال نهار المدرسه حتى عودتنا لمنازلنا فلقد كان يسكن بالقرب من منزلنا فكان ينتظرني عندما اخرج صباحا للذهاب للمدرسه بمصاحبه بدر الملوك وتكون بينه وبين بدر الملوك صداقه متينه لانه وجد فيه ملاذا لحمايه ومدافعا عنه لذلك التنمر الذي يتعرض له من باقي التلاميذ وكنت اساعد في هذه الصداقه والحب العميق بينهما....
ملحوظه :
سأكتب بوست خاص ومنفصل عن هذا الصديق الابدي لي لأنه يستحق ذلك فهو قصه كبيره جدا... جدا.... تستحق الكتابه... وخاصه هو صديقي الاثير والحمى حتى الآن.
# كان البوليس أيامنا له دوريات في الشوارع لمراقبه سلوك الشباب فكان يقبض على الشباب اللذين يعاكسون البنات في الشوارع عامه اما الشوارع ذات الاهميه فيقبض على من يلعب الكره بها(خلي بالكم من لعب الكره هذه لأنها موضوع البوست) وكان الإجراءات المتبعه أيامها ان يأخذهم الي قسم البوليس ويحلق لهم شعرهم زيرو ثم يهملهم لفتره في احد أركان القسم حتى يحضر احد من أهلهم للتوقيع على إقرار بعدم ارتكاب هذه الأفعال مره اخرى وكانت هذه الإجراءات كفيله لعدم عوده هؤلاء الشباب ارتكاب هذه الأفعال وتجربه رهيبه في حياتهم...
(انتهى التمهيد)
بدأت هوايتي في لعب كره القدم في هذا السن الصغيره وكنت انتهز فرصه سفر بدر الملوك ليزور اهله بالصعيدي وامارس لعب الكره في احد شوارع جاردن سيتي بمصاحبه زميلي ساسو وباقي زملاء المدرسه ونكون فريقين كل فريق مكون ٥ أفراد بمافيم حارس المرمى ومن الطبيعي كان ساسو من فريقي للتجانس الكامل بيننا وفهم كل منا للآخر وفي أحد المرات كنا نلعب في احد شوارع جاردن سيتي ولا اتذكر اسمه هل هو شارع النباتات او شارع الفسقيه او شارع اخر ولكن الذي اتذكره ان هذا الشارع كان به فيلا الدكتور محمد حسين هيكل وليس الصحفي حسنين هيكل... وبينما المباراه محتدمه وفريقي فائز بأربعه اجوال ضد جولين فقط للفريق المنافس وكنت قد احرزت هدفا وساسو هدفا منهم وكنت خلال هذه المباراه ارتدي حذاء جلد اسود انجليزي الصنع ماركه ساكسون الشهيره والذي كان والدي يرحمه الله دائما يشتريه لي وله لانه حذاء متين وجلده قوي جدا ولكن غبي المنظر كعاده الصناعات الانجليزيه فهي لاتهتم بالمنظر قدر اهتمامها بالجوده.....المهم في خلال تلك المباراه شعرت بثقل الحذاء على اقدامي فخلعته هو والشراب ولعبت حافي القدمان وكذلك فعل ساسو زميلي ظهر عسكري البوليس ونفخ في صفارته وجرى ورائنا ليمسك احد منا بالكاد خطفنا انا وساسو شنطه المدرسه لكل منا وتركنا الاحذيه وجرينا وكان عسكري البوليس هذا رجلا كبير السن فلم يستطيع اللحاق بنا ومن خلال الشوارع الجانبيه وصلنا إلى شارع امين سامي في حي المنيره المقابله لحي جاردن سيتي وعلى احجار احد المباني التي كانوا يهدموها جلسنا انا وساسو نفكر في هذه المصيبه التي حلت بنا وكيف سنعود الي منزلنا بدون احذيه وساعتها انضم علينا شيطاني الصغير بندق والذي كانت أفكاره أيامنا هوجاء وطفوليه وهمس في اذني ادهن رجليك اسود....وعرضت الفكره على ساسو والذي ضحك وقال الحمد لله انا مش محتاج دهانات انا لابس جزمه طبيعي المهم ارسلت ساسو يشتري لي علبه لاكيه اسود وفرشاه صغيره ولحسن الحظ كان هناك محل بيع هذه الأصناف يقع في مواجهه المكان الذي نجلس به فذهب واشتري لي علبه لاكيه اسود وفرشاه ودخلت المبنى المهدم ودهنت قدماي باللون الأسود وكثفت في الدهان عليهما وانتظرت حوالي نصف ساعه حتى بدأ الدهان يجف قليلا وكل ذلك حتى لا تلاحظ والدتي غياب الحذاء عن اقدامي عند دخولي للمنزل المهم مشينا انا وساسو في الطريق إلى لمنازلنا هو بدون دهان وانا باقدام مدهونه باللاكيه والغريب والعجيب والمدهش ان الماره اللذين قابلونا أثناء السير لم يلتفتوا او يلاحظون اقدامي المدونه او اننا حفاه مما زادني ثقه ان والدتي يرحمها الله لن تلاحظ ذلك الإثم المبين الذي ارتكبته الي ان وصلنا إلى مفترق الطرق مابين منزلي ومنزله وتوجهه هو الي منزله وانا الي منزلي....
انتظروني بدون ضحك ????