في تمام الواحده من صباح يوم 10 اكتوبر عام 73 وصلت كتيبتي الي خط المهمه النهائيه وقام فائدي العظيم باعطاء اوامر تنظيم الدفاع عن هذا الخط.. وكان موقع سريتي المحدد لي هو احتلال موقع دفاعي علي تبه عاليه تسمي الكنتور50 ومشرفه علي كل من حولها وتقع يسار الطريق الاوسط لسيناء مباشره واوصاني قائدي العظيم بضروره تامين الطريق الاوسط بواسطه اطقم اقتناص دبابات ....

قمت بتنظيم الدفاع للمكان المحدد لي واعطيت الاوامر اللازمه لذلك لضباطي ثم عينت 2 طاقم اقتناص دبابات انتقيت لهما افضل جنودي لتامين الطريق الاوسط ودفعت داوريه استطلاع لتستكشف ما حولنا لانني لاحظت ان الجار اليمين لنا لم يصل بعد بجوارنا ويوجد فاصل كبير ليس به قوات علي جانبنا الايمن وجلست مع احد طقمي اقتناص الدبابات انتظر عوده الداوريه وسرعان ما عادت وابلغتني بان طائره سلوي حجازي والتي اسقطها اليهود في شهر يوليو بفعل صاروخ اطلق عليها موجوده علي مسافه 1كم من موقعنا....!! فذهبت معهم لاتاكد بنفسي من ذلك وفعلا رايت طائره رابضه علي الارض ولكنها طائره عسكريه من طراز اليوشن وسليمه الهيكل الخارجي وواضح انها منذ حرب 67 وواضح ايضا انها هبطت اضطراريا لنفاذ وقودها ..وكانت هذه الطائره مغروزه في الرمال ولايوجد اي زجاج علي نوافذها او علي كابينه القياده..والصدا يملاء جوانبها ...وكان ضوء الفجر قد لاح فدخلت الطائره وما ابشع ما رايت...كان هناك 12 هيكل عظمي بينهم واحد لطفل صغير وعليهم ملابسهم التي بليت واصبحت مثل الشاش ولا يوجد بداخلها اي وثائق تدل علي شخصياتهم واعتقد ان اليهود استولوا عليها بعد قتلهم ثم تركوهم نهبا للذئاب.. بعدما خرجت من الطائره واثناء عودتي الي موقعي شاهدت 4 افراد يلوحون من بعد واكتشفت انهم من افراد الجار اليمين كانوا تائهين فارشدناهم الي مكان موقعهم واصيتهم بضروره الابلاغ عن هذه الطائره لانها تقع بداخل نطاقهم الدفاعي واكدت لهم ذلك ورجعت الي موقعي وما ان وصلت حتي بدا اشتباك مع دبابات العدو الذي كان يهاجم الكتيبه...وصددناه واحدثنا به خسائر كبيره انسحب علي اثرها...

بعد انتهاء الحرب تابعت موقف الطائره وذهبت اليها مره اخري فلم اجد مارايته سابقا واعتقد ان قياده القوات الجويه قامت بااللازم.......

اللهم انك سخرتني لاكتب عن هؤلاء الشهداء مجهولي الهويه فااقبل مني مادعوت به لهم وتقبلهم برحمتك ...........

تحيا مصر الوطن.....