في اول يوم لنا في مدرسه المظلات وانتظامنا في ارض الطابور حتي التف حولنا مجموعه من المعلمين وهم في حاله تنمر شديد لنا ويقف امام الطابور شخص عباره كتله واحده من العضلات مثل عمود الخرسانه هو الصول/عبد الكريم...ليس طويلا او قصيرا ولكنه مدكوك عضلات في منتهي التناسق ووسيم الطلعه والملابس واهم مايميزه هو شاربه الاصفر الناعم العريض جدا والذي يببدأ من تحت انفه مباشره ويغطي شفته السفلي بحيث لا تري حركه شفتاه وهو يتكلم تسمع صوت بس.....أمرنا الصول /عبد الكريم بالتشكيل المفتوح ففتحنا التشكيل بحيث تكون المسافه بين كل طالب والاخر طول ذراع ثم أمرنا بالثبات لمده ساعه(طابور ثبات) بعد انتهاء الساعه صاح فينا الطالب المشاغب اللي حدف الصول شحاته من برج الثقه ياخذ خطوه للامام!!!! وما ان هممت بأخذ الخطوه حتي فوجئت بالدفعه كلها تأخذها الا طالب واحد فقط اسمه محمد سراج..!! وقف ثابتا في مكانه....ارتبك الصول عبد الكريم من هذا التصرف ثم توجه الي الطالب محمد سراج ووقف معه دقائق قليله ثم اتي الي مكاني مباشره وامرني بالخروج من الصف والوقوف امام الطابور ونفذت الامر ولاحظت ان الدفعه كلها تنظر الي محمد سراج بغيظ شديد..المهم اعطاني الصول عبد الكريم الامر بنفيذ تمارين القرفصاء والضغط والجري حوله لمده ساعه ثم همس لي بصوت لم يسمعه غيري لوعملت اللي عملته في الصاعقه هاارميك من الطياره..سامع هاارميك من الطياره وظل يردد هذه العباره ٣ او٤ مرات(خلي بالكم من الكلمه دي لان لها ارتباط وثيق بما سيحدث لي في القفزه الاولي).......ضحكت علي كلامه ولكن في سري..!!!!!!!!!

المهم انتهي اليوم الاول لنا بكثير من الرزاله والغتاته والنكد من المعلمين ولكن بأدب شديد وذهبنا الي عنابر النوم مع التنبيه علينا بان الصحيان في الخامسه صباحا..وما ان وضعت ظهري علي السرير حتي رحت في نوم عميق....عميق...عميق جدا....!!!!!!

في الثالثه صباحا استيقظت علي حاله هرج ومرج شديد في الدور العلوي لي فجريت وصعدت السلم فأذا بالدفعه كلها عامله حفله ضرب لمحمد سراج الكل يضربه والتركيز في الضرب علي اقدامه!!! حاولت التدخل ولكني منعت بالقوه منهم والصراحه لم اقاومهم بل كانت نفسي راضيه عما يفعلونه...ثم حملوه والقوا به من اعلي السلم ليسقط ٢٤درجه سلم متدحرجا عليها...وتكسر احدي قدميه كسرا مضاعفا وحذروه بعدم فتح فمه بكلمه واحده مما حدث له والا سيلعبون في مظلته!!!!!!!!!!!

ثم حملوه الي نقطه الاسعاف بالمدرسه وتركوه هناك وعادوا للنوم وكأن شيئا لم يحدث.......

كان من نتيجه هذا ان محمد سراج حجز بالمستشفي ولم يفتح فمه بكلمه واحده علاوه علي الغاء الفرقه له ولم يحصل عليها ابدا لتركيب شريحه في قدمه....

هكذا كان الترابط بيننا وهكذا نعاقب الخائن

تحيا مصر الوطن....

ملحوظه هامه جدا......

في عام ٧٢القي القبض علي محمد سراج وزوجته ذات الاصول اللبنانيه بمعرفه المخابرات الحربيه بتهمه التجسس ولكن اخلي سبيله لعدم معرفته بنشاط زوجته والتي كانت عميله للموساد الاسرائيلي وحوكمت واعدمت وسرح هو من الخدمه بالقوات المسلحه وكان برتبه نقيب ولم التقي به ابدا........

انتظروني بشغف مع القفزه الاولي الصول عبد الكريم...........