فى أحد الايام وفي أحد الراحات بين الطوابير تقدم لي أحد الزملاء (فلان) ودار هذا الحوار..

هو: انت طلبه رضوان

انا : ايوه انا..

هو: انا فلان ونفسي اتعرف عليك ونبقى أصحاب

انا: اهلا وسهلا

هو: انت منين

انا: انا من السيده زينب

هو: انت بقى ابن الحاج رضوان

انا: ايوه انا

هو: يالله وانا كمان من السيده زينب ومن شارع مارسينا ده على كده احنا ولاد حته واحده

انا: اهلا وسهلا

هو: انت في س كام (س.. هي اختصار كلمه سريه)

انا: انا في السريه الخامسه الفصيله الثالثه

هو: يالله ده انا كمان في نفس السريه بس في الفصيله الثانيه

انت كده في الدور الثالث وانا في الدور الثاني

ملحوظه

أيامها كانت السريه الخامسه تقع في مبنى منفصل عن كتله مباني الكليه وكانت على مسافه بعيده عنهم وهي عباره عن مبنى مكون من اربعه أدوار ونظرا لبعدها عن مباني الكليه كان يطلق عليها اسم العزبه.......

وفي هذه اللحظه أعلن بروجي الكليه انتهاء الراحه وبدء التدريب فانصرف هو الي مكان تدريبه..

وتمضي الايام وعندما اتقابل مع فلان هذا أشعر بمودته الشديده لي ونجلس سويا نتكلم في أمور شتى وفي أحد المرات وكنا بعد شهر منذ دخولنا قال لي انا هاجيلك بعد يومين فلم اعر هذه الكلمه اي اهتمام وظننتها اننا سنتقابل بعد يومين.. الا انه بعد يومين حدث موقف في منتهى الغرابه وعلى غير العاده ففي الصباح وقبل الذهاب إلى ارض الطابور حضر قائد السريه وأعلن عن تعديلات في توزيعنا بداخل فصائل وجماعات السريه وافاجأ انا ان فلان هذا يكون في نفس فصيلتي وفي نفس جماعتي ونفس العنبر اللذي ننام فيه وفي السرير الذي بجانبي ونفس فرقتي الدراسيه ويجلس بجانبي وعقب هو على هذا التعديل بقوله انا مش قلت لك هاجيلك..

بعد هذا التعديل بأسبوع بينما كنت اجري للحاق بطابور الصباح للكليه قابلني وفي الاتجاه المضاد رقيب اول السريه والذي هو طالب نهائي وكان يحمل تحت ابطه دفترا ويكتب باليد الأخرى في دفتر اخر وعندما حاذيته سقط الدفتر الذي كان تحت ابطه سقوطا غير متعمد فنادي على وامرني بالتقاط الدفتر الذي سقط منه واعطاؤه له فرفضت وياهول ماجري لي لحظتها فلقد تجمع حولي اكثر من خمسه طلبه من القسم النهائي يصيحون ويزعقون لي بطريقه هستيريه وقاموا بتكديري بتمارين القرفصاء والضغط فنفذت لهم كل ماارادوه مني باعصاب هادئه عدا التقاط الدفتر الذي سقط مما زاد من هياجهم الي ان ظهر فجأه طالب من القسم النهائي زميلهم ولا اعرفه (عرفته فيما بعد هو الطالب حاتم شميس اللواء فيما بعد وتولى وظيفه قائد مدفعيه الجيش الثاني في ثمانينات القرن الماضي رحمه الله رحمه واسعه واسكنه فسيح جناته)

والذي قام بتعنيف زملاءه وصرفهم عني ثم عنف زميله الرقيب اول هذا قائلا له هو انت مش هاتبطل اللي انت فيه ده الطالب(انا) عنده حق هو مش شغال عندك اللي وقعت منه حاجه يوطي هو يجيبها قال هذه العباره أمامي قاصدا ان اسمعها ثم صرفني...

ملحوظه هامه:

هذه الواقعه تعلمت منها درسا جديدا في حياتي وهو ان هناك صاحب سلطه ظالم وهناك صاحب كلمه حق ويدافع عنها وهناك منافقون حول صاحب السلطه هذا.....

وعندما وصلت إلى ارض الطابور ووقفت في الصف الاخير التفت (فلان) لي وكان يقف في الصف الذي أمامي قائلا متزعلش من اللي حصل الرقيب اول ده انا هااعزلهولك النهارده. فأخذت كلامه على محمل التهريج. الا انه في الساعه الثانيه ظهرا أعلن بروجي الكليه عن نوبه كبسه والتي تعني ان يترك كل فرد في الكليه ما في يده ويسرع الي ارض الطابور بالخطوه السريعه وبعدما انتظامنا والتتميم علينا صدحت فرقه الموسيقات العسكريه للكليه بمارش عسكري وفوجئت بنزول الرقيب اول الذي عنفت بسببه في الصباح وحوله حرس بالسلاح ويقوم أركان حرب الكليه بعمل مراسم العزل له بطريقه تقشعر لها الأبدان وكانت التهم الموجهه له بعيده عني تماما وكلها تمس الانضباط والشرف العسكري وجرت هذه المراسم في جو من الردع الجسيم والقسوه الشديده وأثناء تنفيذ هذه المراسم وبدون اراده مني انفلتت من عيناي دمعتان حزنا عليه لان العزل بهذه الطريقه يمثل اهانه كبيره له والتفت (فلان) هذا لي وفي عينيه لمعه غريبه ومخيفه في نفس الوقت وتلوح على شفتيه ابتسامه غامضه.........

انتظروني بتوتر اشد

المجد لجيش مصر... وتحيا مصر الوطن.