تجربتي مع سائقي السكه الحديد....

(تابع المقدمه.....)

نظره على نشأه المجتمع المدني حول ارض المشروع...

منذ مئات السنين هاجرت بعض القبائل الضعيفه وبطونها من نجد الي مصر فمنهم من استقر في المنطقه في تجمعات بدويه صغيره ومنهم من استكمل رحلته الي وادي النيل واستقر في محافظات مصر المختلفه وحذا حذوهم بعض القبائل الضعيفه من سيناء ليستقر بعض منهم في هذه المنطقه أيضا والباقي استقر في محافظات وادي النيل وكان السبب الرئيسي لهذه الهجرات هو الهروب من دفع الجاوه او الجعل او الجزيه او الفرده التي تفرضها عليهم القبائل القويه التي تحميهم وعندما توحشت وتغالت هذه القبائل عليهم هاجروا واستقروا في مصر.....

كانت التجمعات التي استقرت في منطقه قناه السويس قد شغلت الشريط الضيق مابين شاطئ البحيرات المره والمنطقه الجبليه المتاخمه له وكان النشاط الرئيسي لهم هو زراعه قطع صغيره من الأراضي التي هم عليها او في صيد الأسماك من البحيرات المره الصغرى او الكبرى ولكن الفقرالقاسي كان يضربهم جميعا مما حولهم الي تجمعات في منتهى العدوانيه والشراسه والدمويه في تعاملهم مع بعض او مع الغير............. ومازالوا....

بعدما تم احتلال مصر من إنجلترا وضعت الاخيره عينها على هذه المنطقه وسأل لعابها عليها فقرروا انشاء قاعده اداريه عليها ليس لقواتها المتواجده في مصر بل لقواتها المتواجده في الشرق الأوسط بكامله وبدأت في انشاء المعسكرات والمستودعات والمخازن الاداريه لها ولسهوله الإمداد لهذه المعسكرات او المستودعات قامت بأنشاء خطوط سكه حديد ومحطات لها تغطي المسافه مابين الاسماعيليه والسويس وهذه المحطات على مسافات شبهه متساويه مع بعضهاتبلغ من ٥ الي ٧كم وهي....

الاسماعيليه..... معسكر الجلاء... نفيشه... عين غصين... سرابيوم..

ابو سلطان.... السعيديه.... فايد....

قمه فايد..... فناره..... كسفريت....

جنيفه.... ابو حلب.... الشلوفه.....

الجناين.... عامر......

السويس....

ملحوظه:

حديثي سيقتصر على اربعه تجمعات هي المحيطه بمنطقه المشروع...

عندما بدأت القوات الانجليزيه في انشاء هذه المعسكرات او المستودعات لجأت الي الاستعانه ببعض اهالي هذه التجمعات لمساعدتهم الأمر الذي استتبع هجرات داخليه من جميع محافظات مصر إلى هذه المناطق بغرض كسب لقمه العيش حيث كان الفقر يخيم بأجنحته على كافه أنحاء مصر.... واندمج هؤلاء القادمين مع هذه التجمعات الموجوده بعد سلسله طويله من التحرشات والمعارك فيما بينهم وبعدها اندمجوا معهم اكتسبوا منهم غلاظه القول والشراسه في التعامل والدمويه الشديده في تصرفاتهم فهكذا يكون حال الفقر والفاقه عندما يحلا بالبشر..

وعندما اكتمل بناء المعسكرات والمستودعات لجأت القوات الانجليزيه الي الاستعانه ببعض هذه التجمعات في تقديم الخدمات لهذه المعسكرات مثل توريد اللحوم والخضروات الطازجه لهم او رفع القمامه لديهم او تأجير الدواب منهم لنقل المعدات من محطات القطار الي المستودعات.....

ملحوظه :اطلق المصريين على هؤلاء المتعاونين مع قوات الاحتلال عمال الاورنس.....

من خلال هذا التعاون ظهر بعض الانتعاش في أحوال هذه التجمعات اما بداخل هذه التجمعات فظهرت بعض النشاطات المؤثمه بداخلها مثل سرقه السلاح من معسكرات الانجليز وأعاده بيعه للعصابات والخارجين عن القانون في كافه ارجاء مصر ثم تجاره المخدرات واخيرا الدعاره......!!!!!!!!

ملحوظه:

أثناء تواجدنا في هذه المنطقه للتدريب لأول مره عام ١٩٦٨ كان هناك في مدينه فايد شارع مخصص للدعاره حتى أن القوات المسلحه أنشأت نقطه شرطه عسكريه في مدخل هذا الشارع للقبض على اي رجل عسكري يحاول الدخول فيه.....

وفي نفس الوقت كان هناك بعض الأفراد الأذكياء في هذه التجمعات طلبوا اللقمه الحلال فوضعوا ايديهم على مساحات من الأراضي وانشأوا عليها حدائق الموالح والمانجو وبمرور السنين أصبحوا اباطره الزراعه لهذه المنتجات ووصلوا بمستواها انها أصبحت هي الأفضل في مصر كلها بدون منازع ثم توسعوا بعد ذلك في زراعه كل أصناف الفواكه ومن هؤلاء الحاج محمد المنياوي والتي ترجع اصوله الي محافظه المنيا رحمه الله عليه

ملحوظه:

تقابلت وجلست معه ووجدته قصه كفاح وعصاميه شديده....

خلال هذه الفتره ظهرت ملامح الغنى وبحبوحه العيش على هذه التجمعات من خلال الانشطه التي مارسوها......؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!

بعد جلاء القوات الانجليزيه سواء من هذه المنطقه او من مصر كلها عادت هذه التجمعات الي سابق عهدها وانشب الفقر انيابه القاسيه فيهم مره اخرى وفي نفس الوقت رفعت الدوله ايديها عن هذه المنطقه ونسيتها واسقطتها من الذاكره لعقود طويله...........!!!!!!!!!!!!!!!

بعد حرب ٧٣ وبدايه عصر الانفتاح سأل لعاب بعض رجال الأعمال والجهات الحكوميه على هذه المنطقه وبدأوا في سعار شراء الأراضي المتاخمه لشاطئ البحيرات المره وانشأوا عليها المنتجعات والقرى السياحيه والفنادق واغري ذلك بعض الفنانين والأفراد العائدين من الخليج واقاموا عليها الفيلات والعمارات لهم او لتأجيرها للمصيفين حتى وصل الأمر إلى أنه لايوجد سنتيمتر واحد خالي علي هذا الشاطئ للبحيرات المره وحجبوا منظر المياه الخلابه عن أنظار العامه واحتفظوابه لأنفسهم.......واغرت هذه الهجمه الشرسه في البناء اهالي هذه التجمعات الي بناءمساكن عشوائيه خلف هذه القرى والمنتجعات السياحيه وأصبح والمنظر شاذا وكريها........

لله الأمر من قبل ومن بعد

(انتهى التمهيد والمقدمه الطويله وأقدم اعتذاري لطولهما واتمنى ان تكونوا عشتم بهما كما عشت انا.........)

ويبقى الدخول في صلب الموضوع.......

انتظروني بشغف

المجد لجيش مصر...... وتحيا مصر الوطن....