في شهر يوليو عام 75 وبعد انتهاء الحرب بسنتين فوجئت وانا جالس مع خدمه الكمين علي الطريق الاوسط بعربه المياه تقف امامي وينزل منها والد الشهيد /سعيد عبد الوهاب امام واخوه.رحبت بهم فلقد كنت اعرفهم لزياراتي الكثيره لهم ببلدتهم مشتهر/طوخ/قليوبيه...ولما سألتهم عن سبب حضورهم اخبروني بانه من الممكن استرداد جثه ولدهم الشهيد من مقابر الشهداء ليدفنوه في بلدتهم... لم اكن اعلم اي شيء عن ذلك وعن اجراءته ولكن اتضح فيما بعد ان هناك قرار من القوات المسلحه بذلك.....
ابلغت قائدي العظيم بوجودهم وما يريدون فرد علي قائلا اعمل لهم اللي هما عايزينه واكرمهم... لم اكن ادري من اين ابدأ ولكني اعتمدت علي الله عز وجل وذهبت الي قياده الجيش الثاني وعلي البوابه قابلت الرائد/حمدي عبد الرازق(رحمه الله.... توفي وهو برتبه العقيد بالمرض الخبيث).صافحني وسألني عن سبب وجودي فاحبرته فضحك وقال الموضوع ده من اختصاصي اتفضل في مكتبي وخلال 10 دقائق سانهي لك ماتطلبه وفعلا علي ماشربت الشاي اعطاني تصديق فتح المقبره...وتصديق تسليم الجثه.. وتصريح بالدفن وتصديق بعربه اسعاف لنقل الشهيد لبلدته.....طرت من الفرح...!!ورجعت الي الكتيبه وابلغت قائدي العظيم بما تم.فامرني بتعيين 10 جنود ومعهم ضابط صف لمصاحبه الجثمان لبلدته واعاده دفنه مع اداء تحيه الشهيد له باطلاق 100 طلقه له اثناء دفنه.
اخترت الرقيب متطوع/محمد معتصم محمد المهدي وامرته بااختيار 10 جنودمن الموجودين بالكتيبه وكانوا من المستجدين لان كل الجنود اللذين حضروا الحرب قد خرجوا من الخدمه..وذهبنا الي مقابر الشهداء للجيش الثاني بالاسماعيليه.وبمجرد فتح المفبره هرب مني الجنود ووقفوا خارجها وبقي معي الرقيب /محمد معتصم فقط...!!نزلت الي المقبره واقسم بالله انني شممت رائحه مسك بداخلها...تلك الرائحه التي نشمها في الجوامع.وكانت الجثه مسجاه وملفوفه بالبطانيه التي كفن بها..... ازحت البطانيه من علي وجهه فرايته مثل انسان نائم...وجسده سليم تماما.ناديت علي الرقيب /معتصم ليري مارايته...... وراي وبكي وابكاني. المهمصعد الي خارج المقبره وظللت بداخلها لارفع الجثمان واثناء رفعه احسست بلسعه علي فخذي الايسر وبعدما صعدت نظرت الي مكان اللسعه لاجد بقعه من الدم طازجه علي بنطلون الاوفارول.........؟.انتم احرار في تصديق هذا...!!!
ولكنه حدث..........
ملاحظات:
1: مازلت احتفظ بهذا الافارول حتي الان ومازالت عليه بقعه الدم.وبرغم مرور كل هذا الوقت عليها مازالت بلونها الطازج..!!
2:جاءني شعور غريب عند رؤيتي لبقعه الدم هذه ونحن عند المقبره ان الشهيد يريد ان يترك لي تذكار...!!
3:ظللت لمده سبعه عشر عاما اتردد علي مقبره الشهيد في تاريخ استشهاده وهو يوم 12 اكتوبر 1973 في بلدته لزيارته وفي اخر عام فوجئت بوالده يقول لي ماتجيش هنا تاني فرددت عليه ليه ياحاج عبد الوهاب فااجابني هو كده مش عايزك تيجي هنا تاني فقلت له حاضر....وحزنت جدا وشكوت الموقف لقائدي العظيم فرد علي ماتزعلش هو عنده حق لانك بتفكره بولده ... والنسيان نعمه من ربنا لا تذهب مره اخري واحتسب مافعلته عند الله عز وجل............................. واحتسبت
1
-1
