في عام ١٩٧٧ كنت اشغل وظيفه رئيس عمليات كتيبه مشاه وكان قائد كتيبتي هو العقيد اح/ مصطفى محمد نبيه برعي الرجل المؤدب جدا جدا... والمحترم جدا جدا وذو القلب الأبيض جدا جدا ونظيف اليد واللسان جدا... جدا... جدا.... والذي كنت انا وهو نشكل ثنائيا فريدا في قياده الكتيبه فكان هو يمثل الصدر الحنون للضباط والجنود وانا المطرقه التي يهوي بها على رأس المخطئ منهم وكان سيادته يثق في شخصي الضعيف ثقه مطلقه ولم اخونها على الإطلاق وايضا كان يعتمد على كليا في تسير أمور الكتيبه وكان له عيبا واحدا هو بخله وشحه الشديد معي في الموافقه على نزولي اجازه وكان رده المعتاد والوحيد والمختوم بختم النسر لي عندما اطلب منه اجازه هو وهتهبب بيها ايه وانت لسه ماتجوزتش الاجازه لينا احنا المتجوزين علشان أولادنا... ????

وفي أحد أشهر الجزء الثاني من هذا العام وبعد قضاء ٥٥ يوم متواصله بالكتيبه اقتنصت من بين انيابه اجازه لمده ٤ ايام فنزلت بسرعه قبل أن يغير كلامه وحدث ذلك كثيرا وذهبت الي منزلي وغيرت ملابسي واسرعت لمحل والدي بميدان السيده زينب لاسلم عليه واخذ منه النقود التي تجعلني اقضي اجازه ممتعه وجلست معه حتى قبل صلاه العصر بدقائق وتركني بالمحل وذهب هو الي الصلاه بالمسجد فقمت بالجلوس على مكتبه مراقبا للعمال وبعد دقائق قليله دخلت هي......!!!!!!!!!

سيده في الخامسه والخمسون من عمرها ترتدي فستان اسود بكم طويل وعلى رأسها برنيطه سوداء تتدلي منها ستاره من الدنتيلا تصل لنصف الوجهه ويربض تحت هذه الستاره نظاره شمس حريمي ماركه ايف سان لوران اصليه ذات إطار من الذهب الخالص والعدسات من النوع الدجراديه والتي تزيد المرأه التي ترتديها بهاءا وجمالا وغموضا.. وتلبس في ايديها جوانتي اسود من الدنتيلا يصل إلى منتصف الأصابع (لا أعرف اسمه في مجال اللبس الحريمي) وكانت هذه السيده والتي لااعرفها او رأيتها قبل ذلك في حاله عصبيه شديده ودار هذا الحوار بيننا

هي: عمي رضوان موجود

انا: لا يافندم مش موجود بس جاي بعد شويه

هي: هو راح فين

انا:بيصلي العصر في جامع السيده اي خدمه انا هنا بداله

هي: انت مين؟

انا: انا ابنه يافندم

هي: انت ابنه الضابط

انا: ايوه يافندم

هي : هما رفدوك ولا ايه

انا: ابتسمت ورددت لسه شويه على مايرفدوني

هي: امال لابس كده ليه

انا: انا في اجازه يافندم

هي: احمر وجهها قليلا ثم قالت هو ابوك هايتأخر

انا:لا يافندم عشره دقائق ويوصل

هي : طيب ممكن اقعد وانتظره

انا: اتفضلي يافندم.... ثم امرت احد العمال بإحضار زجاجه بيبسي بسرعه

هي:جلست على الكرسي بجانب المكتب وخلعت البرنيطه ام ستاره ثم نظاره الشمس ووضعتهم على المكتب امامي

انا: نظرت الي وجهها ثم بدون اراده مني او سيطره على لساني نطقت بسم الله مشاء الله تبارك الخلاق فيما خلق

هي:انت بتقول ايه

انا : بسبح بعظمه ربنا سبحانه وتعالى على هذا الجمال

هي: انت بتعاكسني ياولد ...!!!!!

انا: لا والله يافندم انا مش بعاكس حضرتك بس اللي يشوف كل الجمال ده ومايسبحش ربنا على عظيم خلقه ربنا يحاسبه

هي:ابتسمت ابتسامه خفيفه ثم قالت انت باين عليك ولد شقى ومستخبي ورا ابوك

انا: فعلا يافندم انا طول عمري مستخبي ورا ابويا بس مش شقى ولا حاجه.... اصل حضرتك عندك حق تخبي كل هذا الجمال لان ممكن يسبب ليكي مشاكل كثيره طول ماانتي ماشيه في الطريق.

هي:هاترجع تاني للمعاكسه ثم ابتسمت ابتسامه كبيره وجميله كشفت عن أسنان انصع من اللؤلؤ

انا: لا والله يافندم

هي : لما يجي ابوك هاقوله عليك

انا: ياريت يافندم تقولي له وهو يكون الحكم بينا.

وهنا دخل والدي المحل فوقفت بسرعه مرتديا ثوب الأدب والجديه.......

        ( انتظروني بشغف)

المجد لجيش مصر..... وتحيا مصر الوطن...