جنودنا اذكياء جدا يراقبون قائدهم طوال الوقت ويدرسون طبائعه وسماته الشخصيه ويتعاملون معه طبقا لها....عندما توليت قياده السريه الاولي من الكتيبه 12 المشاه كان جنودها يتميزون بالشراسه الشديده والعنف حتي في هزارهم مع بعص وكان معظمهم قدامي تجنيد عام 64 ولما حدثت نكسه 67 لم يخرجوا من الخدمه واستبقوا في الجيش وخاضوا حرب الاستنزاف بكاملها فتولدت لديهم هذه الشراسه وهذا العنف..!! فكرت في كيفيه احتواء هذه الشراسه فهداني ربي العظيم الي التعامل معهم مثلما يتعامل الاب مع ابناؤه والاخ مع اخوه حتي اثبت في يقينهم انني الكبير بتاعهم علاوه علي فرض حمايتي لهم من اي تدخل خارج السريه وفي نفس الوقت العقاب الابوي الصارم لمن يخطئ منهم...

ومن الطبيعي ان تكون هناك اخطاء فكنت اصبر علي المخطئ صبر ايوب ولكن لما بفيص بي الكيل منه الطشه بالقلم او اضربه بالشلوت ثم بعد ساعه استدعيه واعتذر له واطيب خاطره وعقابا لنفسي اعطيه 10 قروش من جيبي الخاص في حاله لطشه بالقلم و15 قرش اذا كان شلوت...!! عرف جنودي هذا عني وارتضوا به ليس خوفا بل يقينا انني افتديه من محاكمه عسكريه يمكن ان تهدم مستقبله او تدخله السجن الحربي لمده طويله ولم يحدث مطلقا ان اشتكي مني جندي واحد طوال فتره خدمتي معهم حتي ان قائدي العظيم كان يعلم ذلك ويتعجب منه..!!!

في احد الايام صحوت من النوم ولدي صداع شديد لاني لم احصل علي كفايتي من النوم وبمجرد فتح باب الملجا حتي وجدت الجندي/محمود...... صاحب مقال النشال الوطني واقفا امام الباب فسالته فيه حاجه يامحمود..؟ فلم يرد...فيه ايه يابني.؟......لم يرد....حد عملك حاجه..؟....لم يرد...يابني فيه ايه...!! لم يرد......طيب امشي من قدامي....!!...... لم يرد ولم يتحرك..فقلت له تلاته بالله العظيم لو مامشيتش من قدامي لاضربك....فرد مبتسما وعيونه الثعلبيه تلمع وفرحه الانتصار علي واضحه علي وجهه ياريت يافندم بس عايزهم قلمين وشلوتين...!! ضحكت حتي كدت اقع علي ظهري من الضحك واعطيته جنيه كامل هديه مني لان الصداع بتاعي راح من الضحك...كان يريد 50 قرش............ ارايتم كيف يستدرج الجندي قائده لما يريد.