الجندي / عبد الرحمن التت احد جنودي المفضلين البواسل والذي انضم علي سريتي في اواخر عام ١٩٧١ ....

نزح مع اسرته من احد قري محافظه الدقهليه وهو صغير واستقر في حي عابدين والحقه والده للعمل كصبي لترزي جلاليب في محل كان موجودا اسفل العماره المجاوره لعماره عبد الهادي بميدان باب اللوق..واستمر به حتي اصبح اسطي جلاليب بلدي

هو انسان لايحمل للدنيا هما ودائم المرح والفكاهه حتي انه بمجرد انضمامه علي السريه حتي اشاع بداخلها روح المرح والشقاوه العفيفه مع زملائه ....

احببته ومازلت احبه ونتيجه مرحه هذا سمحت له بمساحه من المناقشه معي ولكن في حدود وكان عند حسن الظن به

علمت انه يقوم بتأبيف الافارولات لجنود السريه مقابل ٥ قروش للافارول الواحد ويفعل ذلك سرا فأستدعيته وامرته ان يفعل ذلك علنا ولا يخاف من احد ونبهت عليه الايأخذ نقود من الجنود الغلابه ويحاسبني عن ذلك وسأدفع انا ثمن تأييفه لهم....

حاول معي محاولات مستميته لتأييف اوفارولاتي ولكني كل مره ارفض لدرجه انه في احد المرات قال لي يافندم انا نفسي اشتهر علي ايدك فرددت عليه امشي ياعسكري من قدامي احنا هنا مش بتوع شهره فرد يافندم لما افصلك اوفارول باقي الضباط هاتعرف وهايجولي والاشيا هاتبقي معدن ً...

قبل الحرب بشهر اعاد محاولاته اليائسه معي لتأييف اوفارول لي فرفضت وكان يقف امامي فأبتعد خطوتين للخلف حتي لا تطوله يدي وقال ضاحكا يافندم مصيرك تقع في ايدي ثم جري من امامي وقامت الحرب وبذل فيها هذا الجندي من المجهود والاقدام والبساله ماجعل حبي له يزيد......

في ثاني يوم بعد وقف اطلاق النار كنت جالسا مع افراد خدمه كمين سريتي علي الطريق الاوسط لسيناء فشاهدت ثلاثه عربات نقل جيش كبيره تتقدمان نحوانا فاوقفتهم وناديت علي اقدم رتبه فيهم فنزل من العربه الاولي صول مذعور ودار هذا الحوار....

انا: انت مين وايه اللي جابك هنا.

هو: انا يافندم الصول محمود من المستودع الرئيسي للمهمات للمنطقه المركزيه وجاي اودي حموله العربيات دي للواء ١١٢ مشاه

انا: والعربيات دي فيها ايه

هو: مخالي( جمع مخله) فيها مهمات

انا: انت كده تايهه والطريق ده اخره عليه اليهود

هو: طيب يافندم دلني علي الطريق الصحيح

وهنا لكزني شيطاني الصغير بندق قائلا لي فرجت وهانلبس افارولات نضيفه بدل النتنه اللي عليناواللي بقالها واحد وعشرين يوم علي جتتنا..

انا: طيب انا هنا سريه من اللواء ١١٢ مشاه نزل ٢٠٠ مخله بدل ماتروح قياده اللواء وهاترجعلي تاني وانا هادلك علي الطريق لقياده اللواء

هو: حاضر يافندم..........وكأن حمل ثقيل ازحته من علي كتفيه وفي دقائق معدوده انزل المخالي المطلوبه وايضا في دقائق معدوده اختفت هذه المخالي في بطن سريتي...وذكرت له الطريق الصحيح لقياده اللواء ١١٢ ولكي ازيد من ذعره قلت له اوعي تخرج بره المدق لان حواليه الغام.....

وزعت المخالي علي جنودي وامرتهم بالاستحمام ولبس الافارولات الجديده اما انا فكان نصيبي اوفارول طلع واسع عليا جدا وهنا ظهر الجندي عبد الرحمن التت قائلا الاوفارول ده واسع عليك ايديهولي اايفه عليك ....ترددت في البدايه ثم ناولته اياه والذي بمجرد لمسه حتي قام بتمزيق جميع خياطاته حتي لا ارجع في كلامي ثم نظر لي ضاحكا وقال مش قلت ليك يافندم مصيرك تقع في ايدي.....المهم اخرج موس حلاقه من محفظته ونظر الي جسمي وبدأ يزيل الزيادات بموس الحلاقه وانا في منتهي الاسي والحزن علي الافارول وبعدما انتهي اخرج بكره خيط من جيبه وابره من رفرف الطاقيه وبدأ في اعاده خياطه الاوفارول وانا كلي حزن علي انني طاوعته واستمر هو في كلامه بقوله يافندم ماتخافش والله انا هااكرمك وهتشوف ده انا عاملك الخيط مجوز ...الحمد لله انك كده شهرتني وانا كل شويه انهره بقولي ركز ياعسكري وبلاش دوشه والله لو بوظته لاخرب بيتك ...وهكذا ظل هذا الحوار بيننا الي ان انتهي وناولني اياه قائلا البس وادعيلي يافندم........وارتديت الاوفارول واشهد امام الله انه كان اصلح اوفارول ارتديته طوال خدمتي ولعل الصوره المرفقه تدل علي ذلك...........

الشاطره تغزل برجل حمار ........

المجد لجيش مصر....وتحيا مصر الوطن.