الملازم اول احتياط/عياد........قائد الفصيله المجاوره لي في نفس سريتي..انسان في منتهي الادب والتربيه القويمه والتدين السمح..محب لعمله لدرجه العشق..ومخلص في تعاملاته مع البشر علي اي مستوي سواء جندي او ضابط زميل له..شجاع لدرجه التهور في بعض الاحيان..حضر معي حرب الاستنزاف بالكامل في الموقع الدفاعي الذي كنا نحتله..تعلمت منه الكثير والكثير جدا من اسرار العمل الميداني علي الجبهه....في شهر مارس عام 73 خرج من الخدمه ضمن دفعات الخداع الاستراتيجي للعدو ثم استدعي مره اخري في شهر اغسطس ولكنه لم ينضم علي كتيبتي ولكن تعينه كان في احدي الوحدان تحت التشكيل في منطقه بور سعيد وكان يزورنا كلما سنحت له الظروف بذلك ويمضي معنا بعض الوقت ويتحدث عما يعانيه من مشاكل في وحدته الجديدع ويتحسر علي السنوات التي امضاها معنا وبدات الحرل واختفت اخباره عنا حتي نهايه الحرب ولكني علمت انه اصيب اصابه بالغه وموجود بمستشفي المعادي للقوات المسلحه فذهبت ازوره فوجدت ساقه اليسري قد بترت وعينه اليسري قد انطفأ نورها ولكن معنوياته كانت في الدرجه القصوي وفي هذه الزياره اخذ يحدثني عما قابله في الحرل وسبب اصابته وكانت نتيجه قصف جوي علي بور سعيد ..كانت زوجته معه بالمستشفي ولاحظت انها تعاملني وتعامله ببرود شديد ولم اعلق..!!

وبعد خروجه من المستشفي زرته مره اخري بمنزله بشارع مراد بالجيزه وقابلتي زوجته بمنتهي البرود وعدم الاهتمام والذي لم اعلق عليه ايضا...وكان عياد..قد ركب ساقا صناعيا ولبس نظاره سوداء لتغطي عينه المصابه ومضينا نتحدث في احاديث عاديه الي ان فوجئت به يفطع الحديث ويقول...... مراتي طالبه الطلاق مني لاني اصبحت مشوه ولا تريد العيش معي ودائما تقول لي انا مش هااخدم واحد اعرج واعمي.......كان يتحدث بمنتهي المراره والحسره والحزن....طيبت خاطره واخبرته ان اصابته شرف ووسام علي صدره يباهي به العالم كله واي انسان لايقدر هذا الشرف لايستحق حتي النظر اليه .وانصرفت من عنده بعدما هداته من انفعالاته....بعد حوالي 4 شهور علمت انه طلق زوجته هذه وتزوج من اخري طلبت هي الزواج منه وصممت علي ذلك وكانت بنت بتوت..وانجب منها فيما بعد 3 اولاد تخرجوا جميعا من الجامعه وتزوجوا ايضا ومضي به قطار الحياه وهو سعيدا ومتباهيا بزوجته واولاده واصابته الي ان توفاه الله في اول العام الحالي....

منك لله يامن تسببت بمراره شعر بها احد المقاتلين....