في الساعه السابعه من مساء نفس يوم العراك الذي حدث انقلبت الدنيا فوق رأسي فلقد كتب النقيب ثروت خيري تقريرا اتهمني فيه انا وضباطي باتهامات عديده وبحكم موقعه وسلطاته اتخذ هذا التقرير مساره السريع حتي وصل الي السيد قائد الجيش الثاني الميداني والذي امر بالتحقيق معي في هذه الاتهامات ويتم هذا التحقيق في فرع القضاء العسكري بقياده الجيش بالاسماعيليه وارسلت اشاره بهذا المعني الي قياده الفرقه الثانيه وعرضت علي العميد اح حسن ابو سعده قائد الفرقه والذي امر بمثولي امامه فور وصول الاشاره وارسل اشاره بهذا المعني ايضا الي قياده اللواء الرابع المشاه وعرضت علي العقيد محمود علي المصري قائد اللواء والذي امر بحضوري الي قياده اللواء لمقابلته .

كان قائد كتيبتي العظيم المقدم اح رجب عثمان في اجازه يعود منها في اليوم التالي وكان يقود الكتيبه وقتها رئيس العمليات وكان دخيل علينا وليس ابنا للكتيبه ولا يهمه من امورنا شيئا فقررت تجاوزه والتفكير في كيفيه الخروج من هذه الازمه التي ليس لي ذنب فيها وفي نفس الوقت ان يكون هذا التفكير بحكمه شديده وحذر وخبث وهنا ظهر شيطاني الصغير ( بندق) والذي صرخ في اذني اطلع علي مستشفي القصاصين ،!!!!!!

كان لي زميل في المدرسه الثانويه دخل كليه التجاره وبعد تخرجه جاء تجنيده في مستشفي القصاصين العسكري والقريب منا وعمل في قسم حسابات المستشفي وكان بيني وبين هذا الزميل ودا شديدا وخدمني كثيرا في جنود سريتي اللذين ارسلهم الي المستشفي للكشف عليهم المهم اخذت الجندي المضروب من الشرطه العسكريه والجندي احمد علي مجنون فرحه وذهبت بهما اليه وشرحت له ماحدث وطلبت منه ان يساعدني في الخروج من هذا الموقف وبعد التفكير لبرهه من الوقت اختفي من امامي وغاب في غياهب المستشفي وعاد ومعه تقريرين يفيدان بتعرض الجنديان الي ضرب مبرح خلف اصابات وكدمات شديده وكسر مضاعف في ذراع مجنون فرحه ثم اختفي مره اخري وعاد ومعه ممرض قام بتجبيس ذراع مجنون فرحه وهي سليمه....اكرر وهي سليمه ثم سلمني خطابان باجازه مرضيه لكل منهما مجنون فرحه اجازه لمده شهر ويعرض مره اخري والجندي المضروب اجازه لمده ١٥ يوم ثم همس في اذني ان افك الجبس لمجنون فرحه بعد انتهاء الموقف.....

اخذت الجنديان وذهبت بهما الي قائد اللواء وكان يعرفني جيدا وبيننا احترام متبادل وحكيت له ماحدث وشاهد الجنديان والاصابات التي لحقت بالجندي المضروب فغضب وامرني بالذهاب الي قائد الفرقه واعاده ماحكيت له علي سيادته وفعلا اخذت الجنديان وذهبت الي قائد الفرقه العميد اح حسن ابو سعده وكررت حكايتي عليه وشاهد الجنديان الامر الذي جعله يستشيط غضبا وامرني بعدم الذهاب الي فرع القضاء العسكري بقياده الجيش قائلا ماتسألش فيهم وخليك في شغلك وانا هاتصرف معاهم....فانصرفت شاكرا اياه وعدت الي معسكر سريتي وانا اشكر بندق.........

بعد ذلك حدثت بعض المفارقات...!!!!

١: الغي انتداب النقيب ثروت خيري من الشرطه العسكريه وعاد الي سلاحه الاصلي وهو اداره الاشاره وكما علمت فيما بعد ان الجندي الذي عاكس فرحه حوكم عسكريا وصدر ضده حكما بالحبس لمده ثلاثه شهور...

٢: منحت الجندي المضروب حقه في الاجازه المرضيه وعاد منها سليما معافي

٣: استعبط الجندي احمد علي معي وجاء لي ممثلا انه مصاب ومجبس ذراعه وطلب اجازه فضحكت وامرته بفك الجبس قائلا ياعسكري ده احنا دفنينه سوا انا مستعد اديلك اجازه بس بشرط تتحوز فرحه في هذه الاجازه وتبعدها من هذه العزبه البائسه فوافق علي الفور وفعلا منحته اجازه لمده ١٥ يوم تزوج فيها فرحه.... . ربنا يجعل ايامكم كلها فرحه.......

المجد لجيش مصر...وتحيا مصر الوطن.