في احد ايام شهر أكتوبر ٧٤ وكان من المقرر فيه عوده إجازات السريه للجنود من قاطني الواحات واسوان واللذي كنت امنحهم ايام زياده للاجازه علاوه على الايام المقرره لهم طبقا لنظام الإجازات أبلغني مساعد السريه بتخلف الجندي/عبد المؤمن بشير السيد عن الحضور وكان هذا التمام في الواحده من صباح يوم ٦ أكتوبر عام ٧٤ فأمرته بالانتظار حتى الصباح وفي حاله عدم حضوره يدرج غياب عن الوحده....

وقفه صغيره:

الجندي/عبد المؤمن بشير السيد تجنيد يوليو ٧٢ ومن مركز دراو محافظه اسوان ومن احب الجنود الي قلبي لشده التزامه وطيبته وكفاءته... حضر معي حرب أكتوبر المجيده وأصيب فيها وبذل مجهودا وشجاعه نادره...

هو متوسط الطول وقوي البنيه واسمر اللون السمار المحبب عن أهل اسوان وكان اهم مايميزه هو هدوءه الدائم حتى في أشد الأوقات العصبيه وكان كل جنود السريه يحبونه لكرمه الشديد معهم وكان عند عودته من اجازاته يحمل لهم كميات كبيره من الطعام علاوه على منتجات محافظه اسوان المشهوره مثل البلح والكركديه ويهديها لهم....

في الخامسه صباحا وصلت اشاره تفيد بتواجد هذا الجندي في مستشفى الجلاء العسكري وتوقيت دخوله هو الثالثه صباحا وبالصدفه كان هذا اليوم يوافق ٦اكتوبر ٧٤..

في التاسعه صباحا اصطحبت الملازم اول شوقي عبدالمنعم وجنديان من زملاء الجندي عبدالمؤمن وذهبنا الي المستشفى ودخلت عنبر الجنود فوجدته مصابا باربعه طعنات الأولى جرح قطعي في الوجه استلزم ١٥ غرزه والثاني جرح غائر في كتفه الأيمن والثالث جرح قطعي في كف يده اليمني نتيجه امساك نصل حاد والرابع طعنه غائره في عضله فخذ رجله اليمني..... وعندما دخلت عليه العنبر وجدت مندوب من التحريات العسكريه يأخذ أقواله فيما حدث واستمتعت الي حكايته......

قال ان قطار اسوان الذي كان يستقله تأخر ساعتين عن وصوله الي القاهره وبالتالي تأخر في الوصول إلى مدينه الاسماعيليه والتي وصلها في الثانيه صباحا مستقلا تاكسي بالنفر من موقف القللي وقرر اختصار الطريق إلى المعديه نمره ٦ ليلحق بميعاد انشاء الكوبري وسلك طريقا يمر بجوار مصنع البيبسي كولا والقريب من تبه ام رخم وكان هذا الطريق يحيط على جانبيه النباتات البريه (الهيش) وأثناء سيره فوجئ بثلاثه أفراد يرتدون الملابس البلديه يخرجون من الهيش ويشهرون في وجهه مطاوي كان يحملونها وطلبوا منه إخراج كل مافي جيوبه وخطفوا من يده الشنطه التي كان يحملها ورفض الانصياع الي ماطلبوه وقاومهم فقاموا بطعنه تلك الطعنات وايضا خطفوا الزنط الذي لم يكن يرتديه ويحمله في يده (خلي بالكم من موضوع الزنط) واسرعوا بالاختفاء في الهيش الموجود على جانبي الطريق وتحامل هو على نفسه الي ان وصل بالقرب من شارع الثلاثيني وسقط على الأرض ودخل في نوبه إغماء ولم يدري بنفسه الا وهو في المستشفى... وعندما سأله مندوب التحريات عما اذا كان يستطيع التعرف على احد من مهاجميه رد بأنه يستطيع التعرف على واحد فقط كان يقف في مواجهته اما الاثنان الاخران لا يستطيع لأن واحد كان يقف خلفه والثاني على جانبه الأيمن.... وعندما انتهى مندوب التحريات من استجواب سألته فيما سيفعلونه فرد بعدم اهتمام قائلا يافندم فيه الالاف من عمال الترحيل في المنطقه واكيد ناس منهم هم اللي عملوا الموضوع ده لان هذه الجرائم لم تحدث الا بعد وصولهم للمنطقه فسألته مره اخرى هو انت مش عارف ان اي اعتداء على اي فرد من القوات المسلحه وهو مرتدي الزي العسكري مجرم في القانون سواء المدني او العسكري فرد ايوه عارف يافندم بس نعمل ايه....!!

لحظتها قررت بداخلي انفاذ القانون بطريقتي والتفت الي الجندي عبد المؤمن واقسمت له بانني سأسترد له حقه مهما كان ومهما يحدث.....

انتظروني

المجد لجيش مصر.... وتحيا مصر الوطن.....