الثلاثاء 2 اكتوبر 1973

لعلي لا اذيع سرا انني وضعت بيني وبين نفسي خطه شحن معنوي للسريه في اعقاب المشروع التدريبي الاخير السابق ذكره وكانت هذه الخطه موازيه لخطه رفع مستوي اللياقه البدنيه للسريه..... كانت بسيطه وذلك من خلال ذكر موقف احد شهداء السريه او الكتيبه من زملائهم او من خلال موقف شاهدته او تعرضت له من تلك المواقف التي تمس المجتمع او من خلال مايتعرضون له من عدم وضوح الرؤيه لموقف تجنيدهم الا بعد انتهاء الاحتلال الاسرائيلي لسيناء...كنت ادسها لهم في كلمه الصباح والتي القيها عليهم اثناء الطابور الصباح اليومي .وكانت مدتها لا تتجاوز 5 دقائق....... ولعل ذلك كله يفسر ماحدث في نهايه هذا المقال....

في تمام التاسعه صباحا عرضت قراري في الحرب علي قائدي العظيم وقام بالتصديق عليه بدون مناقشات سوي التأكيد علي منع الاحتياطي من الوصول الي الضفه الشرقيه والتدخل في عمليه العبور للقوات ... وبعدها حضرت تنظيم التعاون فيما بين سرايا الكتيبه وبعضها وبيننا وبين القوات المجاوره لنا وكذا الاشارات المتفق عليها بيننا. وكان قائدي العظيم يديره بطريقه بسيطه جدا وحرفيه شديده بحيث فهم الجميع ماهو مطلوب منه.

رجعت الي موقعي لاستكمال اجراءت تنظيم القتال فوجدت قائد اللواء هذا الرجل الشجاع وكريم الاخلاق السيد العقيد/محمود علي حسن المصري موجودا بالموقع وقابلته واخذ يسألني عن مهمتي وكيف سأنفذها واجبته عن كل ما سأل الامر الذي احسست منه انه راضي عما اقول....... كان هذا الرجل لا يضحك ابدا .لم اراه طوال 6 سنوات يضحك لاحد ابدا.. ابدا. ولكنه ابتسم لي وتمني لي التوفيق واكد ان وصول الاحتياطي للضفه الشرقيه خط احمر فقلت له ان شاء الله يافندم مش هايوصل حتي لو متنا كلنا.....وانصرف كانت الساعه الواحده ظهرا فاستدعيت مساعد السريه وامرته بتجميع افراد السريه عدا المراقبين لعمل تلقين لهم بمعرفتي في الثالثه عصرا....

في تمام الثالثه خرجت من ملجئ فوجدت السريه بكامل افرادها موجوده واجريت عليهم التمام بسرعه ثم بدأت اشرح لهم الموقف العام وما تمر به الدوله من عناء وما هم فيه من تعطيل الحياه لهم بسبب تواجدهم في الجيش الي ان وصلت الي نقطه ماهو الحل........الحل هو الحرب...ثم انطلقت في التلقين بالمهمه المكلفه بها السريه وكيفيه تنفيذها ودور كل واحد فيها.كانوا جالسين امامي وصامتين وكأن علي رؤسهم الطير.غير مصدقين وبعدما انتهيت فوجئت بهم يزئرون بنفس واحد وبدون اتفاق فيما بينهم... الله اكبر وتحيا مصر......وقام الجندي/محمد عبد الحميد يونس بالوقوف قائلا ... هانفدي بلدنا بحياتنا يافندم ...تحيا مصر فرد عليه باقي الجنود.....

دمعت عيناي حتي ان الكل لاحظ ذلك...وطلبت منهم ان يراجع كل واحد فيهم تجهيز سلاحه ومعداته وسيتم باكر اعاده ضبط الاسلحه بميدان الرمايه تحت اشراف ضباط السريه ثم امرت بانصرافهم وذهبت الي ملجئي لاستريح قليلا.في تمام الخامسه مساءا استدعيت المساعد/محمد حامد ناصف مساعد السريه ذلك الرجل الطيب الخجول..وعينت له الافراد من رئاسه السريه اللذين سيصاحبوني في مهمه المفرزه وكذا من سيعبر مع موجات العبور التاليه وامرته بتجميع المهمات الذائده مع الافراد بحيث لا يكون معهم سوي شده القتال وباقي مهمات الافراد تقسم الي قسمين الاول يصل الينا مع عربات الشؤن الاداريه في موجه العبور المخصصه لها الثاني يوضع في المخزن المخصص للسريه بمؤخره الكتيبه .علاوه علي التتميم علي كل فرد بالسريه بخصوص الذخائر والقنابل بانواعها والاقنعه الواقيه من الغازات الحربيه ومدي سلامتها واتفقت معه علي الافراداللذين سيحملون الذخائر الزئده وكذا الافراد اللذين سنتركهم في المؤخره.... استمر هذا التلقين حتي التاسعه مساءا وبعدها استدعيت الضباط وناقشتهم فيما وصلوا اليه من قرارات لتنفيذ مهمه كل واحد فيهم واستمر هذا الي الوحده صباحا.وبعدها استلقيت علي سريري ولم ادري بنفسي الا في الصباح.............. مااحلي من زئير الاسود.................. يتبع