في عام 1961 كنت في الخامسه عشر من عمري وبالصف الاول الثانوي بمدرسه الابراهيميه الثانويه بجاردن سيتي احد اعرق مدارس الجمهوريه ويقود منظومتها التربويه استاذ فاضل ومربي جليل هو الاستاذ /عبد السميع بيومي... وفي احد ايام شهر مارس وبعد عده تصفيات بين طلبه المدرسه اختارني الاستاذ /ابراهيم البيه مدرس التربيه الرياضيه لامثل مدرستي في بطوله الجمهوريه للمدارس لالعاب القوي للعدو لمسافه 100و200 متر وبعد تدريبات لمده 15 يوم دخلت هذه البطوله وفزت بها واثناء استراحتي عقب المسابقه تقدم لي رجل في الاربعينات من عمره وبلهجه متكبره ومتعاليه قال لي...بكره الساعه 6 مساءا تيجي النادي الاهلي وعلشان يدخلوك من البوابه اديهم الورقه دي ومد يده بقصاصه ورق صغيره جدا عليها توقيع بدون اسم فأخذتها منه وذهبت بها الي استاذي ابراهيم البيه وحكيت له ماحدث فرحب بذلك وشجعني عليه فذهبت الي منزلي واخبرت والدي فوافق عليه فأخذت منه نقودا وذهبت الي محل كلونارس بشارع عبد الخالق ثروت وكان هذا المحل مخصص للملابس الرياضيه الفاخره واشتريت منه طاقم لبس لالعاب القوي وحذاء للجري (سبايك) وترينج سوت وضعتهم في شنطه رياضيه فاخره اشتريتها ايضا وكلفني هذا مبلغ 15 جنيه كاملين ( الجنيه ايامنا كان يساوي اكثر من 100 جنيه في ايامكم دي) وعدت الي منزلي وانا اسبح في الهوا ونمت حاضن الشنطه وبداخلي احلام ورديه .......

في تمام السادسه مساء اليوم التالي كنت امام بوابه النادي الاهلي وقبل دخولي صادفت الرجل الذي اعطاني الورقه وسحبها مني واصطحبني الي تراك الملعب الرئيسي للنادي والذي كان كخليه نحل من اللاعبين اللذين يمارسون العاب القوي في مختلف تخصصاتها...قدمني هذا الرجل الي رجل اخر كان يقف تحت المقصوره الرئيسيه للملعب والذي نظر الي من فوق لتحت نظره احتقار وتعالي شديد ثم قال لي .....غير هدومك وادخل مسابقه انا عاملها لفريق 400 متر فرددت عليه.... انا جاي العب مسافه 100و200متر واذا به يرفع يده ويهوي بها علي وجهي قائلا الكلام اللي اقوله تسمعه ياابن...........وشتمني بأبي وامي.....المتني الصفعه جدا وكانت المره الاولي في حياتي ان يضربني او يشتمني احد فلقد تربيت علي النظره من ابي التي تقتل الفيل. ..وقفت امام هذا الرجل لاادري ماذا افعل فلقد كانت صدمه الصفعه حرمتني من التفكير واذا به يرفع يده مره اخري يريد ان يكرر صفعته لي وقبل وصولها الي خدي امسكت بها ودفعته في صدره وصحت بااعلي صوتي ....ماتضربنيش واذا بخمسه بغال في هيئه رجال كانوا يقفون حوله ينهالون علي بالضرب والركل علي جميع اجزاء جسمي ومن الامام والخلف فسقطت علي الارض ولم يشفع لي هذا السقوط واستكملوا ضربهم لي بالايدي والارجل حتي كسروا ذراعي الذي كنت احمي به رأسي وضلع من اضلاعي واحدثوا جرح في رأسي احتاج 6 غرز فيما بعد ونزفت الدم من انفي واسناني واستولوا علي الشنطه التي بها الملابس الجديده ثم حملوني وخرجوا بي من البوابه الخلفيه للنادي المقابله لدار الاوبرا حاليا وكانت هذه المنطقه هادئه ومظلمه دائما والقوا بي علي الرصيف وانصرفوا........

انتظروني بحزن علي حالي شديد

المجد لجيش مصر.......وتحيا مصر الوطن..