في عام ١٩٧٥ كنت برتبه الرائد واقود سريه مشاه واحتل بها موقع دفاعي شرق القناه وفي القطاع الأوسط من سيناء الحبيبه وعلى الخط الفاصل بيننا وبين عدونا وكانت باقي كتيبتي قد عادت الي غرب القناه وتحتل مواقعها التي كانت لها قبل الحرب.... وكان العدو على مسافه ٤كم من موقعي الدفاعي وكانت الأرض الحرام التي تفصلني عنه يتواجد بها كتيبه مشاه من السويد من القوات التابعه للأمم المتحده...

وكان الجنود القدامى الذين اشتركوا في الحرب قد بدأوا في الخروج من خدمه القوات المسلحة وحل محلهم جنود مستجدين كنت انا وضباطي الافاضل البواسل نسابق الزمن في تدريبهم وتوريثهم خبرات القتال التي اكتسبناها خلال الحرب...

وكان قائدي العظيم العقيداح/رجب عثمان قد نقل من الكتيبه ليتولي وظيفه أعلى في قياده الجيش الثالث الميداني بالسويس وجل محله قائد جديد للكتيبه ليس على مستواه سواءا من ناحيه خبرات الميدانيه او تصرفاته الشخصيه التي خلقت جوا من التوتر بينه وبين ضباط الكتيبه وحمدت الله كثيرا انني بعيدا عنهم وان كان الأمر لا يخلو من بعض المصادمات بيني وبينه في موضوعات العمل ولكنها كانت في حدود الانضباط والادب العسكري وايضا للحصول على حقوق ضباطي وجنودي منه.

وكان معي جهاز لاسلكي افتحه كل ساعتين لمده ١٠ دقائق لتلقي الاتصالات والبلاغات بيني وبين قياده الكتيبه سواء الوارده منها اوالصادره مني لهم حيث كان من الصعب والمتعذر انشاء خط تليفون ارضى لطول المسافه بيني وبين قياده الكتيبه علاوه على ضعف الامكانيات وقتها..

اما بالنسبه لي شخصيا فكنت في أشد حالات التوتر واستنفار الأعصاب والتي دامت حوالي سنتان هي مده وجودي في هذا الوضع نظرا لأنني ادافع عن قطعه من أرض وطني أمام عدو غادر اتوقع غدره في اي وقت ومن أي اتجاه ولقد كانت هذه الفتره من أصعب فترات خدمتي كلها وفي نفس الوقت اشهد أمام الله انني لم انقل هذا التوتر الي ضباطي او جنودي ولكني زرعت بداخلهم الحيطه والحذر الشديد والاتنباه الجيد دائما وايضا اشهد أمام الله انهم كلهم كانوا عند حسن الظن بهم وتحملوا من الصعاب مالا يتحمله ويصبر عليه بشر من صعوبه المهمه وسوء الأحوال الاداريه أيامها....

ملحوظه هامه:

كتبت هذه المقدمه الطويله محاوله مني لاشرككم في تقدير الموقف اللذي كنت عليه وفي نفس الوقت لارسم لكم الصوره الكامله للاوضاع التي مررنا بها خلال هذه الفتره والتي انا سعيد انني مررت بها......

انتظروني بترقب

المجد لجيش مصر... وتحيا مصر الوطن..