بداخل النفس البشريه اعماق والغاز هي بالتاكيداعمق مما في الكون نفسه ولابد للانسان ان يستعين بغيره من الناس حتي يفهم نفسه..... يستعين بالتأمل العميق الواعي لتصرفاتهم وافعالهم ولحركاتهم بل أكاد أقول يستعين بافكارهم قبل ان تخرج الي حيز الوجود فنحن في الحياه نتارجح بين تيارين... مشاعرنا السطحيه ومشاعرنا العميقه فالأولي هي التي تسيطر علينا في غمره العمل.والثانيه هي التي تستفيق فينا متي تخففنا من عبء العمل وخلونا الي أنفسنا لتحليل مافعلناه وما شاهدناه....
والاتي بعد هو بعض ما شاهدته ولمسته عن قرب من تصرفات وأفعال خلال عمليات فتره حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر عام 73.... تاملتها جيدا عندما وضعت الحرب اوزارها حتي الغي الانفعالات من المواقف اثنائها.. وحتي يكون تاملي هذا نافذا الي لبها وليس الي قشورها ....
ولقد خرجت منها بالدروس والعبر مالم احمله طوال سنوات الدراسه....
ملحوظه :
الأحداث غير مرتبه سواء من ناحيه تواريخ حدوثها أو اماكنهأ
1:وداع.........
الملازم اول /سعيد عبد الوهاب امام.. ضابط استطلاع الكتيبه.حضر الي موقعي الساعه الثانيه والنصف ظهرا يوم الخميس 11 اكتوبر عام73 حيث امره قائد الكتيبه بتوصيل
..جماعه صواريخ فهد لي استعدادا لصد هجمه للعدو..وكنت جالسا مع الملازم/شوقي عبد المنعم بدير وجلس معنا وطلب مني عمل كوب من الشاي حيث لم يشربه منذ3ايام فامرت الجندي / علي احمد عرفات الساعي بعمل 3 كوب شاي حيث انني والملازم/ شوقي نريد ايضا....فهمس في أذني بأن الموجود يكفي لعمل كوب واحد فقط.... فامرت بعمله الملازم اول /سعيد..... واخذنا نتبادل الحديث فيما حققته الكتيبه من انتصارات وفجاه قطع سعيد الحديث قائلا .... تعرف يافندم أنا نفسي اموت شهيد....ثم استرسل في الحديث الذي قطعه...وحضر الشاي وما ان مد سعيد يده ليأخذ كوب الشاي من الجندي علي حتي سقط من يده علي الأرض.فقلت للجندي/علي ان يذهب الي الملازم/ثروت ويستلف منه تلقيمه شاي لعملها لسعيد أكد سعيد علي كلامي بقوله للجندي علي.. أنا نفسي اشرب كوبايه شاي من عند النقيب/طلبه.... ماهي اخر كوبايه شاي هااشربها.
معاه وأكمل حديثه وبعد قليل حضر الشاي وشربه سعيد بكل استمتاع وتاهب للانصراف .وفجاءه قال لي.. تعرف يافندم أنا نفسي اموت بدون عذاب...!! ورددت عليه قائلا كانا يتمني الموت في سبيل الوطن ولكن انت قدامك الدنيا ولسه شباب وامامك الكثير لتنهل منه.وخصوصا انك يادوب كاتب كتابك علي البنت اللي بتحبها ...!! ونهض سعيد وودعني وأحسست من خلال هذا الوداع بالحراره الزائده في مشاعره........وغادر سعيد الموقع متوجها الي قياده الكتيبه وانا اتابعه بنظراتي حتي غاب عنها.ولكن سمعت دبيب اقدامه في طريق الموت....!!! وفعلا في ظهر اليوم التالي استشهد الملازم اول/سعيد عبد الوهاب امام وبدون عذاب كما تمني......
باكر ان شاء الله الموقف الثاني......،........... طلبه رضوان
1
-1
