انسانيات......

في الرابعه والنصف فجر يوم 6 اكتوبر عام 73 كنت مارا علي موقع الهجوم لسريتي فسمعت الحوار التالي بين اثنان من الجنود لم استطيع تميز وجوههم لشده الظلام وعدم معرفتي بهم حيث كانا من الجنود المخصصين للتجديف لقوارب الهجوم وكانا من الكتيبه 10 المشاه والملحقين علي سريه القوارب......

الجندي رقم 1:قوم يادفعه بلاش نوم دلوقتي..انت هاتنام بعد كده كتير...

الجندي رقم2: انا مش نايم يادفعه بس سرحت في العيال وامهم...هايعملوا ايه لوانا مت....

الجندي رقم1:ربنا كبير والحمد لله وعالم بينا..ان شاء الله هايسترها معانا..

الجندي رقم 2: انا عارف ان الموت هنا شرف والواحد بيتمناه بس العيال لسه صغيرين..

الجندي رقم 1: سيبها علي الله..

الجندي رقم 2: ونعمه بالله...

كنت علي وشك التدخل لمنع استكمال هذا الحوار فيما بينهما ولكني شعرت بوخزه وهاتف داخلي يمنعني من هذا التدخل...فكلنا انسان وكل واحد منا يحمل مشاعره بين جنباته..ولكن هل هذا وقت المشاعر...سألت نفسي؟؟؟؟؟ !!!!!

مر بجانبي جندي من سريتي اسمه عيد بكر احمد والذي كان بالقرب منهما فسالته عن اسميهما فاخبرني بان الاول اسمه محمد صبري مصطفي والثاني اسمه مرتضي محمد مرتضي ....حفظت الاسمان جيدا وخزنتهما بداخل ذاكرتي لانني نويت بيني وبين نفسي ان اسالهما لو اراد الله لي ولهما الحياه بعد انتهاء الحرب عن تلك المحادثه.........!!!!!!

وبدات الحرب وانتهت وذهبت الي الكتيبه 10 المشاه وهي الجار اليسار لنا لازورهم واطمئن علي اصدقائي هناك وكذا اطمئن علي هذان الجنديان ..وسالت عنهما فاابلغوني بانهما ضمن قائمه شهداء الكتيبه.....

اللهم ارحمهما برحمتك الواسعه وظللهما بظلك في يوم لاظل فيه الا ظلك....

تحيا مصر الوطن....