الغل الكامن....

في نهايه سبتمبر 67 اكتمل الشكل العام للموقع الدفاعي للكتيبه وبدات الاسلحه تصل الينا...!! اي نعم انها من بقايا الحرب العالميه الثانيه تخلص منها الروس ضمن الصفقات المتكافئه التي عقدت بيننا وبينهم.بحيث نصدر لهم كل ماتنتجه المصانع والمزارع المصريه و هم يردون بهذه الاسلحه واشهد الله ان رشاشات فصيلتي كان مكتوب عليها (تصنيع عام 43)......ولكن ذلك احسن من مافيش!!!!!!!!!

كان الجنود في ظل القيادات الجديده قد بدات تسترد الثقه بالنفس وكانت التوجيهات لنا نحن الضباط الاصاغر بضروره اعاده التوازن النفسي للجنود عن طريق التحامنا بهم والعمل الجاد لحل مشاكلهم..

في يوم 14 يناير عام 68 حدث اول اشتباك بيننا وبين اليهود عندما حاولوا انزال لنش مرفوع عليه علم اسرائيل الي مياه قناه السويس فلقد ابلغت نقطه مراقبه الكتيبه الموجوده بالدور السادس لمبني مستسفي قناه السويس الجديده(تحت الانشاء) بتقدم حامله دبابات تحمل لنش ومتقدمه في اتجاه معبر نمره6 فصدرت الاوامر بتجهيز المدافع المضاده للدبابات في كل من السريه الاولي وفصيله اليمين للسريه الثالثه والتعامل مع هذا اللنش بمجرد ملامسته لسطح مياه القناه لو نجحوا في الوصول الي المعبر.....علاوه علي تدمير جميع نقاط الملاحظه لهم الموجوده علي ابراج الموقع الدفاعي لهم وكذا اي اهداف تظهر لهم....

كان النقيب/كمال عبد الحق معوض قائد سريتي (رحمه الله)رجل متمرس في القتال منذ حرب اليمن.فاستدعاني علي وجهه السرعه وقال لي طالما فيه اشتباك لازم نبدا احنا الاول..!! الواد اليهودي الموجود علي البرج اللي قدامك عايزه مقتول دلوقتي حالا.....!!! وفعلا كلفت الجندي/جمعه العبد يوسف القناص الخاص بي باقتناصه .كان الجو العام هو الهدوء ماقبل العاصفه...واطلق جمعه العبد يوسف طلقته المميته علي الجندي الاسرائيلي الموجود علي برج المراقبه فسقط من فوقه وفي نفس اللحظه كانوا يسقطون اللنش في المياه فانفتحت نار جهنم عليهم واحالت اللنش وحامله الدبابات التي تحمله الي كتله من اللهب وابتدا الاشتباك مع الاهداف الظاهره لهم وكذا مع اي بشر يتحرك منهم... لم يرد علينا اليهود واعتقد انهم ذهلوا من كثافه النيران التي انصبت عليهم من كافه الاسلحه التي معنا...شاهدناهم يهرعون الي الملاجئ التي انشاؤها ..وبعد تدمير كافه الاهداف التي كلفنا بها وجدناصعوبه شديده في السيطره علي الجنود رماه المدافع لابطال الضرب لعدم استهلاك الذخيره بلا فائده ولكن دل ذلك علي غل شديد مختزن بداخل النفوس يهد الجبال......

تحيا مصر الوطن....

انتظروني ولكن بهدوء...