غرائب الابل....٥

 

دولتان فقط من كل الدول العربيه احترم واقدر ضباطهم فهم جميعا في منتهي الانضباط والاحترام والادب والاخلاق العربيه الاصيله عفه اللسان والترفع عن الصغائر وفي نفس الوقت منتهي الاحتراف والعلم العسكري المناسب لرتبهم وعلي مدي سته سنوات لم اري منهم الاكل ماهو مشرف لتمثيل دولهم ولاحظت ايضا انهم شديدي التركيز اثناء المحاضرات او التدريب العملي ومعظمهم من خريجي الكليه الحربيه المصريه وهاتان الدولتان هما دوله البحرين ( قبل ان تصبح مملكه) وسلطنه عمان.......

الموقف الثاني:

-----------------------

عندما اوشكت حرب العراق مع الكويت وفرار الجيش العراقي تحت وطأه القصف الامريكي علي مواقعه بداخل الكويت ورجوعه لداخل حدوده بالعراق او استسلام البعض منهم للقوات المصريه ( كان الجنود العراقيين يهرعون الي القوات المصريه مستسلمين باسلحتهم ويهربون من القطاعات التي بها قوات امريكيه او سعوديه حتي لايقعوا في ايديهم )

كان من المقرر طبقا للخطه الموضوعه سلفا ان تكون القوات المصريه هي طليعه القوات التي تدخل الكويت ولكن شرف العسكريه المصريه واصالته الضاربه في عمق التاريخ أبت ان تكون هي اول تطأ ارض الكويت وهناك مايسمي جيش لها فقررت تجهيز كتيبه مشاه ميكانيكيه من فلول الجيش الكويتي الهارب وجمعتهم ليكونوا اول من يدخل بلدهم تحت حراسه وتامين من القوات المصريه ولاجل ذلك الاجراء ارسلت هذه الكتيبه الي مصر لاعاده تأهيلها وفعلا وصلت هذه الكتيبه البائسه الي مصر فوزع الجنود علي احد مراكز التدريب للمشاه والضباط الي معهد المشاه وكان عددهم ٢٩ ضابط مختلفي الرتب من رتبه الملازم اول الي رتبه اقدمهم مقدم.....وكانت المده المقرره لاعاده التأهيل لهم هي ٣٠ يوما يقضون منها ١٥ يوم في مدرسه التكتيك بالمعهد وال١٥ يوم الباقيه لدي في مدرسه الاسلحه وكانت هذه الدوره التعليميه استثنائيه وغير مخططه في خطه الفرق التعليميه السنويه للمدرسه وكانت مثل تلك الدورات الاستثنائيه تحدث ارباكا لنا من ناحيه توفير معلمين لها ولكننا احتوينا هذا بزياده ثقل التعليم علي ضباطي المحترمين واللذين تقبلوا ذلك برضا كامل ...وكانت هذه الدوره مفروض عليه التعتيم والسريه الكامله .......

ووصل هؤلاء الضباط لدي واذا بهم ذوي كروش عظيمه وانفاس مقطوعه واذهان منصرفه تماما عما هم مكلفين به ...وياهول ماعانيت انا وضباطي من فوضاهم وتقاعسهم وعدم احساسهم بمسؤليه تجاه بلدهم حتي انني استدعيت اقدمهم ودارت المحادثه التاليه بيننا ويشهد الله عليها....

انا: ياسياده المقدم لم ضباطك لان لن اسمح بهذه الفوضي في وحدتي

هو: كيف ياسيدي

انا: هاابلغ الملحق العسكري بتاعكم عن هذه الفوضي وعدم احساسكم بمسؤليه ماانتم مقدمين عليه

هو: ياسيدي والله احنا مانبغي هادي الحرب

انا: انا ماليش دعوه بكلامك ده روح قوله لقيادتك مش ليا وانا كلفت بمهمه تدريبكم اللي هانفذها رغما عنكم سواء رضيتم او لا غصب عنكم هانفذها

هو : ياسيدي ماكنا نتصور ان تحدث حرب بس العراق هو السبب

انا: انا ماليش دعوه بالسياسه انا بقولك لم ضباطك

هو: ان شاء الله هاحاول

وبالرغم من انذاري له اكثر من مره الا انهم استمروا في فوضاهم هذه ووضح جليا ان قائدهم لا يستطيع بامكانيات شخصيته الضعيفه ان يسيطر عليهم حتي انني وضباطي كنا نجري ورائهم بخرزانه حتي يدخلوا المحاضرات او في التدريب العملي وكان كل يوم يمثل كابوس مظلم يمر علينا حتي انتهت هذه الدوره والتي لم اري مثلها طوال خدمتي في مدرسه الاسلحه والتي استدعينا خلالها الملحق العسكري لدولتهم مرتين ليري بنفسه ما يحدثونه من انفلات غوغائي .......وانتهت هذه الدوره ومعهم لعناتي ولعنات ضباطي.....

ملحوظه هامه:

حكي لي احد ضباط قوه التأمين لهم ما حدث منهم عند الدخول لبلدهم......

انه تم الاتفاق علي توقيت ومكان نقطه التقابل معهم وتم توثيقه بمحضر تنظيم تعاون ان القوه المصريه المخصصه لحراستهم وتأمينهم التزمت بما تم الاتفاق عليه ولكنهم لم يحضروا فما كان من قائد قوه التأمين الا انه دخل حدود الكويت مع قواته وتوجهه الي مقر السفاره المصريه هناك ورفع العلم المصري عليها وانتظرهم وبعد ١٢ ساعه ظهرت بشائرهم تتهادي بعدما اطمئنوا تماما علي عدم وجود عدائيات امامهم........ .جبن اصلي.

.............................انتظروني

المجد لجيش مصر...وتحيا مصر الوطن.