غرائب الابل....٤

 

طالت السمعه الحسنه لمعهد المشاه ومدرسه الاسلحه التي اقودها علي وجهه الخصوص دول هؤلاء الوافدين لقوه التعليم بها واحتراف ضباطها المعلمين اما بالنسبه لشخصي فلقد طالت سمعته ايضا دول هؤلاء بانني شديد القسوه في التدريب وشديد الانضباط ومكشر علي طول ولا اضحك ابدا ولا اسمح لاحد بالمناقشه معي وكان ذلك يصلني عبر طرطشه كلام من جماعه الامن المستتره التي عينتها بنفسي عقب تولي الوظيفه ولا يعلم عنها احد سواي ولاحظت ان الوافدين الجدد اللذين يصلون الينا يحضرون وهم في حاله تنمر لي ولكن هيهات .....!!!! هو فيه حد عاقل يقف قدام القطر وطبعا بخبرتي في التعامل معهم احتوي هذه الحاله ثم اغرق من كان يحملها في الدوامه بتاعه النداهه باختبارات مفاجئه وزياده جرعه الانضباط عليه ومراقبته تعليميا بصفه لصيقه حتي يستسلم ويدخل المطحنه واشهد لضباطي الاكفاء المحترمين مساعدتي في ذلك كثيرا علاوه علي انني كنت اسعد كثيرا بهذا الكلام سواءا في حق المدرسه او في حقي واعتبرت ذلك نجاحا لمعهد المشاه ومدرسه الاسلحه في احتلال مكانها الطبيعي بين المنشأت التعليميه الدوليه وفي نفس الوقت فرض هيبتنا التعليميه علي كل الدول العربيه والافريقيه.....

وخلال تلك الفتره الذهبيه لخدمتي في هذه الوظيفه تعرضت لكثيرمن المواقف مع هؤلاء الوافدين سأذكر منها ثلاثه فقط لها دلالتها ومعانيها المستتره العميقه..

الموقف الاول:

---------------------

في بدايه احد الدورات التي تواجد بها وافدين من دوله الكويت دخل مكتبي اقدمهم وبدون استئذان ولم يؤدي التحيه العسكريه المتعارف عليها بين جيوش العالم وبعضها فالاحدث يؤدي التحيه للاقدم فلقد كنت برتبه العميد وهو برتبه المقدم .......ووضع كتابا فاخر التجليد علي مكتبي قائلا ده هديه من دولتنا لسيادتكم يافندم.....فنظرت اليه طويلا ثم اجبت عليه ...انت دخلت مكتبي بدون استئذان ده مخالف لقواعد الانضباط العسكري ولا انت جاهل بكده ثانيا لم تؤدي التحيه العسكريه وده جنايه في القانون العسكري المصري اللي انت تحته دلوقتي ولا عندكم بتعملوا كده مع الاقدم منكم ..ولا انت جاهل برضه بكده عموما اوعي تكرر ده مره تانيه والا هااديك جزاء..فاهم فاعتدل في وقفته ورد حاضر...فاكملت كلامي له الكتاب ده موضوعه ايه فرد ده يافندم ده بيان بالمساعدات اللي دولتنا بتقدمها لكل شعوب العالم...افتحه يافندم وشوف حجم المساعدات اللي بنقدمها...::::

فتناولت الكتاب وفتحته علي صفحه الفهرس حتي وقعت عيناي علي كلمه جمهوريه مصر العربيه ففهمت فورا القصد والمعني من تقديم الكتاب فأغلقته ومددت يدي به وناولته اياه قائلا...علي فكره احنا اغني منكم بكتير اي نعم معندناش الفلوس اللي عندكم بس عندنا اللي مش عندكم احنا اغنياء بالعلم وعلشان كده بيبعتولنا الجهله اللي زيك علشان نعلمهم ونعمل منهم بني ادمين خد كتابك........انصراف

فمضي للخروج من المكتب وهو في منتصف المسافه للباب قلت له علي فكره احنا برضه بنعلم الادب لكل اللي بييجي عندنا منكم......فمضي مسرعا وهو يتخبط في قدميه........انتظروني

المجد لجيش مصر....وتحيا مصر الوطن.