انا واحد من جيل نشأ وترعرع وتربي علي مايسمي العروبه والنضال العربي وغيرها من الاقوال الناريه وعندما كبرت ووعيت ونظرت عبر سنين عمري الطويله فلم اجد سوي الحناجر والخناجر....!!!

وجدت مذابح بين الاردنيين والفسلطينين بما يسمي ايلول الاسود ووجدت حربا ضروسا مابين اليمن الشمالي والجنوبي ووجدت حربا اخري مابين الطوائف في لبنان وتذكرت ماذا فعل الحكام مع ابناء وطنهم في العراق مثلا حيث ابيدت قريه بأكملها عن بكره ابيها بالغازات السامه المحرمه دوليا وكذا ماذا فعلت نفس الدوله سابقا مع رئيسهم عبد الكريم قاسم حيث سحلوه حيا في شوارع بغداد ثم التهامهم لدوله مجاوره لهم وهي الكويت في ٤٥ دقيقه لانهم لم يجدوا جيشا يدافع عنها ثم الاحداث الدمويه مابين الفلسطنين وبعضهم وما بين الجزائر وتونس والمغرب من مشاحنات وتحرشات مستمره وفي السودان ايضا مابين الشمال والجنوب والدسائس مابين ليبيا والسعوديه والتي وصلت الي حد محاوله اغتيال ملكها وزيد في الامر جامعه الدول العربيه الضعيفه وحناجرها التي لا تستطيع سوي الشجب والاستنكار.....كل ذلك حدث تحت شعار العروبه والنضال العربي...!!!!

كان ذلك في الوطن العربي ناهيك عما يحدث في افريقيا من انقلابات ومذابح شديده الدمويه بين ابناء البلد الواحد وبين الدول وبعضها ....!!!!!!

كانت تلك الصوره المتمثله في ذهني عندما توليت هذه الوظيفه ولكني طردت كل ذلك وقررت وبتصميم شديد واراده فولاذيه ان اتعامل مع الضباط الوافدين من مختلف هذه الدول مثلما اتعامل مع الضباط المصريين ..الكل واحد وسواسيه ولا فرق عندي بين هذا وذاك والحقيقه ان ضباطي الكرام ساعدوني كثيرا في تنغيذ ذلك النهج وسأشهد لهم امام الله عز وجل انهم كانوا نعم المعاون ونعم القدوه الحسنه ونعم التمثيل المشرف لجيش وطنهم.........

ثم ناتي الي الضابط الوافد لتلقي دوره تدريبيه عسكريه الي مصرفانه يعامل معامله راقيه من اجهزه القوات المسلحه فمنذ خروجه من باب الطائره حتي يجد ثلاثه ضباط يستقبلونه واحد من الامانه العامه لوزاره الدفاع والثاني من المخابرات الحربيه والثالث من التشهيلات العسكريه والذي يسرع بانهاء اجراءات وصوله مع سلطات المطار ثم يصطحبه الاثنان الباقيان في عربه فاخره عليها نمر جيش الي الفندق التابع للقوات المسلحه حيث يتم تسكينه في افخم جناح موجود به وهذا الجناح به كل الكماليات حتي البتاع ده اللي بتعمل بيه الستات شعرها ولا اعرف اسمه موجود بداخل الجناح ويتم التسكين في الفندق بالثلاثه وجبات كامله كل ده ببلاش....

اما اولاد المشايخ او الرؤساء او الحكام فيتم تسكينهم بداخل فنادق مدنيه ام عشره نجوم بمعرفه الملحق العسكري لدولهم مما يؤدي الي ضروره تعيين طواقم خدمه وتأمين لهم من المخابرات الحربيه طوال ٢٤ ساعه....

ثم في اليوم التالي يصطحبه ضابط مخابرات الي اداره شئون ضباط القوات المسلحه لاستخراج تحقيق شخصيه عسكريه له مثل الضباط المصريين وكذا بطاقه علاجيه له ولاسرته اذا كانت مصاحبه له وسأتوقف قليلا عند موضوع البطاقه العلاجيه هذه............

هل تعلمون ان هناك دول بعينها يتسابق ضباطها في النزول الي مصر لدوره دراسيه من اجل البطاقه العلاجيه هذه حتي يتسني لهم علاج زوجاتهم واولادهم واجراء عمليات جراحيه لهم ببلاش وعلي نفقه القوات المسلحه المصريه.......!!!!!!!!

وبعد استخراج البطاقه العلاجيه يستخرج له كارنيه نوادي القوات المسلحه ليتردد عليها كيفما شاء

ثم بعد ذلك تقوم القوات المسلحه بعمل برنامج سياحي فاخر عشرين نجمه لهذا الوافد طوال مده تواجده بالدوره الدراسيه في يومي الخميس والجمعه لزياره المعالم السياحيه والاثريه ...

وفي نهايه الدوره تعطيه اداره الشئون المعنويه هديه قيمه من انتاج مصر متمثله في اجهزه كهربائيه......

كل ذلك تقوم مصر المعطاءه الكريمه الحانيه الودوده صاحبه اليد العليا دائما وابدا...............انتظروني التقيل ورا.

المجد لجيش مصر ...وتحيا مصر الوطن.