احضر التت اوفارولات الجندي فايق بعد تأيفها وقام الاخير بقياسها أمامي واشهد انه ابدع في تأيفها فأمرت الجندي فايق بالاستحمام وارتداء احد الاوفارولات والنزول به مع الحذاء الجديد طابور صباح الغد وفعلا في صباح اليوم التالي نزل الطابور وبدأ وكأنه طفل في ملابس جندي ثم بدأت معه رحله التدريب فقسوت عليه جدا فصبر وتحمل وكلفته بمهام صعبه قابلها بشجاعه وجلد اختبرته في الرمايه بسلاحه حتى وصل إلى تقدير جيد جدا..... وتمر الايام سريعه ومبهجه معه بعد اكتسابه الثقه بنفسه وفي قائده وفي سلاحه وهي الثلاثيه المطلوبه لبناء المقاتل وفي ليله ٦ أكتوبر عام ٧٣ استدعيته وابلغته بضروره تواجده بالقرب مني خلال الحرب وفي مدى صوتي وبدأنا الحرب وفي الساعه الثامنه من مساء يوم ٦ أكتوبر ٧٣ هاجمتنا دبابه معاديه ونجحت هذه الدبابه في اختراق الجار اليسار لسريتي ودهست في طريقها طاقم مدفع ب١١ مضاد للدبابات وكان نتيجه هذا الدهس استشهاد النقيب احمد النحاس قائد ثاني السريه الثانيه ثم تقدمت في اتجاه سريتي ومرت من أمام الجندي فايق صبحي غطاس والذي قفز من حفرته بدون أوامر والقى على محركها القنبله المضاده للدبابات بطريقه تصلح للتدريس في المعاهد العسكريه فأشتعلت النيران في المحرك وقبل وصول هذه النيران الي داخل الدبابه لتفجر الذخيره التي بداخلها قفز طاقم هذه الدبابه منها يحاول الهرب منهم واحد جري في اتجاه الجندي فايق صبحي غطاس والذي كان واقفا على قدميه خارج حفرته بثبات شديد شاهرا سونكي بندقيه وقابل جندي العدو واعجزه بطعنه في فخذه واخذ يتلاعب به فصحت فيه بلاش لعب يافايق... خلص عليه فقتله على الفور وظل واقفا فوق جثته بشموخ شديد وهو ممسك بالسونكي والذي كان يقطر دماء الجندي المقتول ثم بدأت الدبابه في الانفجار هذا المشهد رأه كل أفراد السريه وكذا جنود وضباط مركز قياده الكتيبه بما فيهم قائدي العظيم العقيد رجب عثمان
المهم ناديت على الجندي فايق واحتضنته ثم تلقيت اتصالا لاسلكي من قائدي العظيم يستفسر عما اذا كان الجندي الذي دمر هذه الدبابه من سريتي او من سريه الجوار فأبلغت سيادته بأن الذي دمر الدبابه هو الجندي فايق صبحي غطاس وهو موجود أمامي فقال عايز اشوفه فرددت عليه حاضر يافندم بس بعد هدوء الأوضاع لان لحظتها كانت هناك دبابات اخرى تقف على خط السما للهجوم علينا....
ربما تصدقون او لا ولكن اقسم بالله ان مشهد الجندي فايق أثناء تعامله مع الدبابه او مع جندي العدو رأيته فيه وهو القصير النحيف والضعيف يظهر لي كمارد خرج من قمقمه وان طوله وعرضه قد زادا كثيرا عما هو عليه... وعندما هدأت الأوضاع اصطحبته الي قائدي العظيم والذي صافحه بموده شديده وامرني بترقيته الي رتبه العريف بعد هذا الموقف بدأ جنود السريه يتعاملون معه باحترام شديد وموده خالصه وكفوا عن مناداته بأسم ابن اليوزباشي طلبه( وكانوا قد أطلقوا عليه هذا الاسم لفرض حمايتي له منهم....
بعد انتهاء الحرب أسندت الي العريف مؤهلات عليا (رحمه الله)مهمه تعليم الجندي فايق لانه بلا مؤهلات وفي خلال ثلاثه شهور استطاع الجندي فايق قراءه عناوين الجرائد والحساب حتى رقم ١٠٠ وتمر الايام ويخرج الجندي فايق من الخدمه عام ١٩٧٧ وبعد سنه من خروجه فوجئت به يحضر الي الكتيبه وكنت قد ترقيت الي رتبه الرائد واتولي وظيفه رئيس عمليات الكتيبه وسلمني دعوه لحضور زفافه فوعدته بذلك وفعلا في يوم زفافه ذهبت اليه في بلده ولا تستطيع مفردات اللغه العربيه وصف ما قوبلت فيه من حفاوه وخاصه من والده وأسرته وبعد انتهاء مراسم الزفاف استأذنت في الانصراف ولكنه أصر اصرار شديدا في ان يوصلني حتى محطه القطار قبل الدخول بعروسته........
كم أحب هذا الجندي❤️
،،،، انتهت