في عام ١٩٨٥ كنت برتبه عقيد واتولي قياده كتيبه مشاه ميكانيكي امريكيه المعدات وكانت اول كتيبه في القوات المسلحه تسلح بهذه المعدات والتسليح.

وفي شهر ابريل من هذا العام كلفت بعمل بيان عملي علي مستوي القوات المسلحه عن موضوع تكتيكي جديد سوف يحضره وزير الدفاع المشير ابو غزاله ورئيس الاركان الفريق عرابي وايضا سوف يشاهده ضباط مندوبين من جميع وحدات القوات المسلحه والدارسين في كليه القاده والاركان وكليه الحرب العليا وحددوا توقيت البيان في النصف الثاني من شهر مايو من نفس السنه وكان طلبي الوحيد من قائد الفرقه السيد اللواء اح /صلاح مصباح ان انتقل الي مكان تنفيذ البيان قبل ميعاده بمده لا تقل عن ١٥ يوم للتدريب علي تنفيذ البيان مع القوات الاخري التي وضعوها تحت قيادتي وكانت سريه من قوات المظلات وسريه دبابات وسريه من المهندسين العسكريين وسريه مقذوقات موجهه مضاده للدبابات ووحدات تخصصيه اخري ووصل تعداد كل المشتركين في تنفيذ البيان حوالي ١٦٠٠ جندي وضابط ويالتالي القيت علي كتفاي مسؤليه الحفاظ علي ارواحهم ويالها من مسؤليه جسيمه....!!!!

وافق قائد الفرقه علي طلبي هذا وحددوا لي منطقه اقيم فيها معسكر التدريب وكانت علي مسافه ٣ كم من منطقه تنفيذ البيان وكانت تسمي علي الخرائط منطقه ام قمر ....!!!! وهذه المنطقه ايامها لم يدخلها بشر قبلنا وكانت منطقه صحراويه مفتوحه وبها بعض التباب العاليه وتعتبر مثاليه لتنفيذ هذا البيان

وهذه المنطقه ايضا كانت تتوسط طريقي القاهره السويس والقاهره الاسماعيليه وعلي مسافه ٧٦ كم من القاهره ومسافه ٤٤ كم من الاسماعيليه .

في الميعاد المحدد انتقلنا الي منطقه التدريب وبمجرد وصولنا حتي قوبلنا بهجمات شرسه من الحشرات والزواحف التي بها والمتمثله في ثعابين ضخمه تصل اطوالها الي حوالي المترين واحيانا ثلاثه امتار وكذا عقارب في حجم كف اليد ولونها يميل اللون البني الغامق واحيانا الي اللون الاسود...ودخلنا مع هذه الزواحف في معركه شديده الشراسه فهي تدافع عن مناطق تواجدها ولديها عقيدتها القتاليه ايضا في الدفاع عن مناطق نفوذها التي اقتحمناها...

ملحوظه هامه: قبل سنه من هذا التاريخ صدر قرار من اداره الخدمات الطبيه للقوات المسلحه بسحب امصال العقرب والثعبان من الوحدات وايداعها بالمستشفيات العسكريه وان من يلدغ بها ينقل الي اقرب مستشفي عسكري لوحدته....!!!!!!!!!

عندما شاهدت هذه الزواحف والمنطقه مليئه بها ارسلت رئيس العمليات الرائد محمد سعيد وهو من ضباطي الاكفاء المحترمين الي فرع الامداد الطبي باداره الخدمات الطبيه ومعه خطاب اطلب فيه نسبه من امصال العقرب والثعبان بصفه مؤقته لحين انتهاء البيان وذهب ثم رجع خالي الوفاض ووجهه يكاد ينفر منه الدم وابلغني انه اهين وطرد من مكتب رئيس الامداد الطبي والذي قال له ان الاوامر يجب ان تنفذ بخصوص من يلدغ ونقله الي اقرب مستشفي عسكري ......

في اليوم التالي ذهبت بنفسي لاقابل هذا اللواء رئيس فرع الامداد الطبي وفعلا قابلني ببرود شديد ورفض للمره الثانيه الطلب الخاص بامدادنا بالامصال اللازمه وشخط في ونهرني قائلا ياسياده العقيد الامر يتقال مره واحده ومش عايز اشوف وشك تاني هنا.....ورجعت الي المعسكر وانا في منتهي الغيظ والغضب لعدم تقدير هذا اللواء مسؤليه الحفاظ علي الارواح................انتظروني

المجد لجيش مصر....وتحيا مصر الوطن.