سادت حاله من الفوضى المنصه التي نجلس بها فمابين واقف واضعا يديه على رأسه ومابين واجم يهمس بكلمات غير مسموعه ومابين من يردد الشهاده وكلهم واقفين الا ضابط المخابرات الذي كان يجلس بجواري فلقد اندفع كالسهم ووصل الي جثمان القائد وجس نبضه ولم يجد شيئا فامر أفراد الحراسه الخاصه للقائد بحراسه الجثمان وجرت اتصالات لاسلكيه كثيره منه ومن ضابط الشرطه العسكريه اما بالنسبه لي فلم استطيع الوقوف لاحساسي بالتنميل في جسدي كله علاوه على احساس بما يشبه كهرباء في مؤخره رأسي وكان سبب ذلك وفي هذه اللحظه هو خشيتي من الله عز وجل واجلالا وتعظيما له وكان من اللافت للنظر ان العقيد ضابط أمن القائد المتوفي لم يتحرك من مكانه وظل جالسا والوجوم يملأ وجهه....!!!!!!

ملحوظه هامه جدا:

خليكم فاكرين هذا العقيد لان ذكره قادم وبشده...

بعد حوالي ١٠ دقائق وصلت عربه إسعاف ونزل منها طبيب كشف على المتوفي وأكد الوفاه وقام طاقم العربه برفع الجثمان ووضعه بالغربه وانطلقوا به إلى مستشفى كوبري القبه العسكري وبعدها وصل نائب هذا القائد وأمر الجميع بالعوده الي وحداتهم وانتظار تعليمات جديده....

في مساء نفس اليوم وصلت اشاره للكتيبه تفيد بألغاء هذا الاصطفاف والاحتفال واقتصاره على وضع اكليل من الورد على النصب التذكاري لشهداء القوات المسلحه بمعرفه رئيس الجمهوريه ووزير الدفاع ورئيس الأركان...

بعد حوالي ١٥ يوم من هذه الواقعه وفي السابعه من صباح احد الايام تلقيت مكالمه من قائدي الأعلى يستدعيني بمكتبه فورا فذهبت اليه وسمح لي بالجلوس أمامه.....

وقفه قصيره:

قائدي الأعلى رجل من خيره ضباط القوات المسلحه فهو يجمع الكثير جدا من الصفات الحميده فهو على درجه عاليه من العلم العسكري واخلاقه في منتهى الرفعه ونظيف اليد واللسان وصاحب ضمير وطني واخلاص في العمل اشهد له به وكنت قد خدمت تحت قيادته المباشره قبل تعيني قائدا للكتيبه...

ودارت هذه المحادثه مع سيادته....

هو: ازيك ياطلبه وازي كتيبتك

انا: الحمد لله بخير يافندم

هو: الموضوع اللي انا جايك فيه مش عايز حد يعرفه او يعرف تفاصيله

انا :حاضر يافندم

هو: القائد المتوفي فتحوا خزينته الخاصه فوجدوا نقص مبلغ كبير منها فسألوا السكرتير العسكري له فلم يبرر هذا النقص ولزقه في المتوفي وايضا كانت بنت المتوفي مخطوبه لاحد أبناء رجل أعمال كبير وابوها جهزها بخمسه غرف كامله ولم تنجح هذه الخطوبه فقام ابوها بتخزين هذا الأثاث في مخزن تابع لمركز قيادته وبعد اسبوع من وفاته ذهبت أسرته للمخزن فلم تجد أثرا له ده حتى عربته الخاصه والتي كانت موجوده بالمخزن لم يجدوا اطاراتها الجديده ووجدوها مرفوعه على الطوب ولما سألوا السكرتير العسكري لهذا القائد انكر معرفته بهذه الامور

انا: ازاي الكلام ده يافندم والسكرتير العسكري هو كاتم أسرار القائد وأمين سره

هو: ده الكلام في التحقيقات ولم يمسكوا شيئ بدليل دامغ على هذا السكرتير ونقلوه لينا وقابلته وهو شخصيه زئبقيه وملزق وعنده الف تبرير لكل حادث وحديث وانا شخصيا لم ارتاح له فقررت نقله عندك في الكتيبه علشان ده عايز يتربى من جديد... وانا عارف انك منضبط وكتيبتك منضبطه وهاتعرف تعلمه الأدب العسكري الصح مش بيقولوا كتيبتك تأديب وتهذيب وإصلاح.. ثم ضحك ضحكه قصيره

انا: رتبته ايه يافندم

هو: رتبته رائد

انا : محاولا التزويغ من هذه المهمه.... بس يافندم كتيبتي مستكمله من هذه الرتبه ومعنديش وظائف فاضيه له

هو: حطه في اي وظيفه وفي نفس الوقت تابعه متابعه شديده واي غلطه له هاتوهولي بس تبقى الغلطه مؤكده والدليل فيها واضح

انا: الله المستعان يافندم

هو: الرائد ده موجود في مركز قيادتي وابعته ليك الساعه ١٠ صباحا

انا حاضر يافندم

هو: خلي بالك ان التحقيقات لسه شغاله بمركز قياده القائد المتوفي فلو عرفت حاجه من الرائد ده تفيد التحقيق بلغني بيها فورا ومش هاوصيك

انا : حاضر يافندم

هو: ممكن ترجع كتيبتك دلوقتي

......

رجعت إلى الكتيبه مهموما لأنني كنت لا أرغب ان اكون طرفا في هذا الحدث فيكفيني ما أتعرض له من مشاكل في العمل علاوه على مشاكل جنودي والتي احاول ان احلها بأمكانياتي المحدوده ولكن ماباليد حيله والله هو المستعان....

(انتظروني وبس)