قبل فجر يوم ٢ أكتوبر ٧٣ قفزت الي ذهني شطحه من شطحاتي الجميله فقررت استئذان قائدي العظيم المقدم اح /رجب عثمان في تنفيذها.... وفي السادسه صباحا ذهبت اليه في مركز قياده الكتيبه بمعسكر شوقي خلاف ودخلت عليه في مكتبه فوجدت علامات الإرهاق والاجهاد والتعب الشديد باديه بوضوح على ملامحه ودار هذا الحوار بيننا.....

هو: خير ان شاء الله عايز حاجه ياطلبه.

انا: ايوه يافندم عايز سيادتك تستلف دبابه من كتيبه دبابات اللواء لمده ٦ساعات وتجيلي السريه.

هو: صمت لبرهه متعجبا ثم رد وعايز تهبب بيها ايه....؟؟؟

انا: عايزها علشان اخليها تمر من فوق عساكر اطقم اقتناص الدبابات للتأكيد على تدريبهم وبالمره تمر فوق باقي عساكر السريه...لانه احتمال وارد في الحرب.

هو: صمت لبرهه ثم رد انا موافق بس خلي بالك من عساكرك

انا: ماتقلقش يافندم.

وفعلا في التاسعه صباحا وصلت دبابه من كتيبه دبابات اللواء وكانت من طراز ت٣٤ العتيق وكنت قد نبهت على جنود السريه بالتجمع في معسكر شباب الاسماعيليه المهجور والذي كان يقع خلف سريتي وبعيدا عن أنظار العدو وقبل البدء في التدريب وصل قائدي العظيم ومعه باقي قاده سرايا الكتيبه وكذا نسبه من جنود الكتيبه كمشاهدين لنا ونحن نقوم بهذا النوع من التدريب الخطير....

وابتدأت بنفسي ووقفت أمام الدبابه وعلى مسافه حوالي ٣٠ متر منها ولا اخفيكم سرا ان الخوف سري في أجزاء جسمي وارتعدت بداخلي ولكني استطعت السيطره على نفسي ودفنت هذا بداخلي وقمت بعمل بيان عملي على نفسي وكررت ذلك اربعه مرات ثم أمرت قاده فصائل السريه بفعل ما قمت به أمام جنود السريه ثم بدأنا في تدريب أفراد السريه واحدا واحدا وبعد الانتهاء أثنى قائدي العظيم على مشاهده ماقامت به السريه وغادر موقع التدريب هو ومن كانوا معه......

وعندما هممت بإصدار أمري لسائق الدبابه بالرجوع الي كتيبته فوجئت بالجندي/محمد يونس على يونس يطلب مني اعاده مرور الدبابه من فوقه مره اخرى ولما سألته عن السبب همس في اذني قائلا اصل يافندم انا كنت خايف في المره الأولى وعايز اكررها علشان ماخافش منها تاني فوافقت على طلبه....

وقف هذا الجندي أمام الدبابه وما ان اقتربت منه قام بحركه مسرحيه والقى بنفسه تحتها وبدأت الدبابه في المرور من فوقه وفي منتصف المسافه حتى وجدته يصيح...... الحقوني... اي... اي... فانخلع قلبي لحظتها وامرت سائق الدبابه بالوقوف ونظرت تحت الدبابه فلم أجد الجندي محمد.... وكان قد خرج من تحتها يضحك فجريت نحوه ولكنه وقف بعيدا عني لمسافه لا تطوله يداي وبصوت عالي قال اصل يافندم سواق الدبابه كان هايدوس على صباع رجلي الصغير ثم اطلق ساقيه للريح قبل أن استوعب ماحدث وما قاله....!!!!!!

وقفت لبرهه مشدوها واذا بافراد السريه كلهم يطلقون ضحكه عاليه جدا....... وانا معهم....

ملاحظات:

# علمت فيما بعد أن هذا الجندي كان قد اتفق مع مجموعه من جنود السريه المقربين منه أن يخضني أخذا بثأره مني لأنني عنفته في احد ايام التدريب السابقه..... (عساكر مابتسبش ثأرها)

# قمت بترقيه هذا الجندي الي رتبه العريف وسبب هذه الترقيه هو تركه لذكرى مفرحه وبهجه في يوم التدريب هذا الصعب والخطير......

# بعد انتهاء التدريب ذهبت إلى النقيب مجدي العمده ضابط شئون اداريه الكتيبه واتفقت معه على زياده نصيب جنود السريه من اللحمه ليكون قطعتين بدلا من قطعه واحده كمكافأه لهم وعلى ان يقوم بتحميرها أيضا.

# هكذا كانت الفرحه والبهحه تسود بيننا أثناء التدريب..

المجد لجيش مصر.... وتحيا مصر الوطن....