في تمام التاسعه مساءا كنت جالسا في مقعدي والذي كان مكانه ممتازا ووثيرا كما تعودنا دائما في هذه السينما والتي كانت تعتبر من افخم دور العرض في القاهره وكان التنويه عن الفيلم انه طويلا يتجاوز عرضه 3 ساعات يتخللها استراحتان كل منهما 10 دقائق وبدأ عرض الفيلم ودخلت معه في حاله تركيز شديد ومقارنه بما اشاهده وبما يحدث لدينا علي جبهه القتال علاوه علي ما سوف يحدث عندما تحين ساعه الثأرمن عدونا ....وانتهي الجرء الاول من الفيلم وبدأت معها الاستراحه الاولي فخرجت الي بوفيه السينما لادخن سيجاره حيث كان التدخين ممنوعا بداخل صاله العرض وبينما انا جالس اجتر ماشاهدته واختزنه في الذاكره تقدم.مني شاب في مثل سني يطلب مني ولاعتي ليشعل بها سيجاره كانت في يده فاعطيتها له بدون كلام مني لانني كنت في حاله تركيز ذهني مع نفسي ولا اريد التحدث مع احد فاشعل سيجارته ورد لي ولاعتي ولم يبارح مكانه واخرجني من حاله التركيز هذه وبلزوجه شديده بدأ حوارا معي واقسم بالله انني لم ارتاح الي هيئته او طريقته في الحديث ...

هو:ايه رايك في الفيلم...

انا: ماقدرش احكم عليه لانه لسه ماخلصش

هو: انا علي.....موظف في مصنع 54 الحربي

انا: اهلا وسهلا

هو: وانت اسمك ايه

انا: انا اسمي مصطفي

هو: بتشتغل فين يامصطفي

انا: انا موظف في شركه المقاولين العرب

لاحظت لمعه غريبه في عيناه

هو: في اي فرع فيها

انا: في فرع الاسماعيليه

هو: شركه المقاولين العرب شركه وطنيه بتبني قواعد صواريخ للجيش عندكم في الاسماعيليه مش كده برضه

انا: ماعرفش حاجه عن الكلام ده لان الفرع كله في القاهره لظروف الحرب

هو: بتشتغل ايه في الفرع

انا: انا محاسب

هو: شكلك مش محاسب

انا: يعني ايه ....هي الوظايف ليها اشكال

هو: طبعا الوظيفه بتبصم علي صاحبها

انا: لم ارد

هو: كلامي صح مش كده

انا: لا طبعا.....انت عايز مني ايه وتقصد من كلامك ايه

هو: ولا حاجه...ماقصدش حاجه والله ماتفهمنيش غلط

وهنا رن جرس الدخول الي قاعه العرض فتركته بدون كلام ودخلت القاعه وجلست في مقعدي وانتابنتي حاله التركيز مره اخري مع بدء عرض الجزء الثاني من الفيلم........انتظروني بشغف

المجد لجيش مصر...وتحيا مصر الوطن..