انتهي الجزء الثاني من الفيلم وبدأت الاستراحه الثانيه فلم اغادر مكاني وظللت في مقعدي خشيه مقابله هذا الشخص السمج مره اخري وفعلا انتهت الاستراحه وبدأ الجزء الاخير من الفيلم والحقيقه انني اختزنت منه الكثير من الخبرات وخرجت منه باستفادات كثيره عن اشكال المعارك الهجوميه وكيفيه التخطيط لها وكيفيه التصرف في مواقفها المختلفه وكنت في حاله كبيره من السعاده والنشوه الشديده لرؤيتي لهذا الفيلم العظيم....وبدأ المشاهدون يخرجون من قاعه العرض وكما تعلمون انه يحدث زحام شديد عند الخروج من السينمات وخاصه ان الوقت قد تجاوز الثانيه عشره والنصف من بعد منتصف الليل والكل يريد اللحاق بالعوده لمنزله فمكثت في مقعدي حتي خف الزحام وخرجت من قاعه العرض ونزلت السلم المؤدي الي باب السينما فوجدت هذا الشخص واقفا علي باب السينما يفرز الخارجين وما ان لمحني حتي تقدم مني ودار هذا الحوار.........

هو: ارجوك ماتزعلش مني

انا: لا انا مش زعلان

هو: انت ساكن فين...

انا: وعايز تعرف ليه

هو: يعني عايز اعرف هاتركب ولا ها تمشي

انا: لا هامشي

هو: لازم بيتك قريب

انا: ايوه علي بعد محطه واحده من التحرير

هو: يبقي في جاردن سيتي

انا: لا قدامه

هو: فين يعني

انا: في السيده زينب في منطقه ضريح سعد زغلول

هو: اه عارفها دي المنطقه الراقيه في السيده ده بيسموا المنطقه دي الماليه او منطقه الوزارات اصل الوزاره بتاعتنا وزاره الانتاج الحربي هناك

انا: صح الوزاره دي هناك

هو: ممكن اطلب منك رقم تليفونك

انا: ليه

هو: اصل انا ارتحت ليك وياريت نبقي اصدقاء

وهنا ظهر شيطاني الصغير هامسا في اذني اديهالو بالمقلوب وكانت نمره تليفوني ايامها مكونه من خمسه ارقام هي20015

انا: رقم تليفوني هو 51002

هو: انت مسألتنيش انا ساكن فين

انا: مايهمنيش اعرف

هو: انا ساكن في المعادي

انا: طيب روح الحق قطار المعادي من محطه باب اللوق

كان هناك محطه للقطار الذي يذهب حتي حلوان في منطقه ميدان باب اللوق وبنفس مسار مترو الانفاق الحالي ولكن فوق الارض وكان له مزلقانات للشوارع العرضيه وكان اول مزلقان له يقع علي الشارع الذي اسكن به وهو شارع اسماعيل اباظه .....

هو: اتمشي معاك واركب من محطه السيده زينب

ومشيت معه صامتا وهو يتكلم واذني ليست معه حتي وصلت الي الشارع الذي قبل شارعي وهو شارع صفيه زغلول والذي كان له تخريمه تؤدي الي شارعي وقصدت بذلك ان لايعلم اين اسكن....

فوقفت وقلت له انا وصلت تصبح علي خير وتركته بسرعه قبل ان يرد وتوجهت الي كشك سجائر تملكه احدي السيدات المجاهدات في هذه الدنيا الظالمه اعرفها واعرف ظروفها جيدا التي تعول فيها قبيله من الاولاد بعد وفاه زوجها ووقفت عندها بعض من الوقت اتحدث معها فلقد كانت تعرفني وتعرف والدتي التي كانت تساعدها سرا ( رحمهما الله)

ظللت واقفا معها نتبادل الحديث حتي اطمئن الي ذهاب هذا الشخص السمج وبعد فتره اشتريت منها بعض الاشياء التي كانت تبيعها وذهبت الي منزلي القريب منها........

وانتهت ايام الاجازه سريعا وفي الساعه السادسه من مساء اليوم الاخير منها ارتديت ملابسي الميري وامسكت بشنطتي ومضيت اودع والدتي بالقرب من باب الشقه رن جرس الباب ففتحته واذا بي اجد هذا الشخص الرزل يقف امامي وعلي شفتيه ابتسامه صفراء كبيره وفي عينيه لمعه انتصار واضحه.....

انتظروني بتعجب وشغف

المجد لجيش مصر.....وتحيا مصر الوطن...