خلال حرب الاستنزاف كنت احتل موقع دفاعي علي الشاطئ الغربي لقناه السويس مباشره في منطقه المعديه نمره 6 بالاسماعيليه .وكان حدي اليسار هو مستشفي هيئه قناه السويس الجديده والتي كانت تحت الانشاء ثم توقف العمل بها عند حدوث حرب 67.وظلت علي هذه الحال لسنوات وسنوات وكان يوجد خلف المستشفي بمسافه حوالي 100 مترنقطه لحرس الحدود وكانت هذه المسافه تشكل ممرا يمر به الجميع لاختصار المسافه بين المواقع وبعضها علاوه علي انه مستور عن رؤيه العدو......

كنت دائما عندما امر بهذا الممر قاصدا زياره زميلي الملازم اول /مصطفي رمضان ينتابني شعور برعشه في في جسدي واشعر بان شعر راسي ويداي يقف كما اشعر بان هناك نمل يجري تحت جلدي....!!!!في البدايه لم اعبأ بما كنت احس به ولكنه تكرر مرات كثيره عند مروري في منطقه معينه لهذا الممر.فاخبرت زميلي بهذا الاحساس والذي فوجئت به يخبرني بانه يشعر بنفس الاحساس...وقررنا نحن الاثنين ان نستكشف ما في هذه المنطقه والذي يسبب هذا.....!!!

في صباح اليوم التالي جمع كل منا مجموعه من الجنود ومعهم كواريك الحفر وذهبنا الي المنطقه التي نشعر فيها بهذا الاحساس ودققنا في الارض حتي وجدنا لون الرمال متغير فيها فبدانا الحفر بها وما هي الا لحظات قليله حتي صاح احد الجنود بوجود جثه فاسرعنا جميعا واخرجناها ووجدنا بجوارها زجاجه بداخلها ورقه مدون بها بيانات الجثه.... اسرعنا الي القائد وابلغناه وانتقل معنا الي المكان وشاهد بنفسه الجثه وقرا الورقه وامرني بنقلها الي مقابر الشهداء والتي رفضت استقباله الا بعد تصديق قائد الجيش .ورجعت بها وابلغت القائد الذي قام بعده اتصالات كان علي اثرها الموافقه علي استلام الجثه....!!!وذهبت مره اخري الي المقابر وسلمت الجثه...

شغلني هذا الموصوع كثيرا وبدات في التحري عن صاحب هذه الجثه فوصلت الي انه جندي من مدفعيه الرئاسه العامه انسحب من سيناء علي قدميه وكان جريحا ووافته المنيه بعد عبوره الي الشاطئ الغربي لقناه السويس مباشره فقام زملاؤه والذين ليسوا من وحدته بدفنه في هذا المكان ووضعوا بياناته في هذه الزجاجه....والاهم من ذلك انه مدون بوحدته علي انه مفقود.!! كيف تفسرون ذلك وكذا ماهو العنوان اللائق له........!!!!